أجمع عدد من كبار العمر بالطائف أن العيد في الماضي كانت له نكهته الخاصة والمختلفة عن عيد اليوم، وقال العم فريح الحارثي -105 سنوات-: إن العيد في الماضي أجمل وأفضل بكثير من العيد في الزمن الحاضر ففي الماضي كانت تجتمع الأسر لمعايدة بعضها البعض وتحرص كل أسرة على تقديم ما لديها وما تعده من طعام حيث كانت صحون (العيش) والسمن والعسل من أبرز ما يقدم من الأكلات والتي كانت معروفة وموجودة لدينا كما أنه لم يكن هناك من وسائل الاتصال شيء وكنا نتلقى خبر العيد بالبنادق. مظاهر بلا روح مقبول الطلحي كان له رأي آخر حيث يرى أن مظاهر العيد حاليا مصنعة وبلا روح برغم اتساع المجتمع ونمائه مقارنة عما كان عليه في الماضي، وقال في الماضي كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر، ونظل نعاين ونتأمل كسوة العيد من ملابس وأحذية وغيرها كل يوم وننتظر بشغف إعلان عيد الفطر المبارك والتي تجتمع فيه الأسر ويلتقي جميع الأقارب والأطفال فنجدهم مع بعضهم يلعبون ويمرحون وكبار السن هم الآخرين. رونق خاص مشعل العتيبي يقول: كما للعيد في الماضي فرحة لا زال للعيد في الحاضر فرحته ورونقه الخاص في ظل توافر وسائل الاتصال من هواتف وانترنت وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل كبير في التقليل من الجهد والوقت على الأشخاص، فنجد أنه في الماضي لا يستطيع الشخص أن يقدم تهنئته ومعايدته لقريبه إذا كان في مناطق بعيدة لا يستطيع الذهاب إليها واليوم يستطيع الشخص أن يهنئ ويعايد قريبه أو صديقه وهو في مناطق بل ودول أخرى. أعياد البدو تركي فلاح المقاطي كان البدو قديمًا يرسمون «يحددون» في كل عام مكان للتجمع للعيد فإذا علم البدو البعيد منهم والقريب بهذا المكان اخذوا يتوافدون إليه طيلة شهر رمضان فبعضهم يشيل ويحط في رحاله على مدى ثلاثة أيام حتى يصل إلى مكان الاجتماع، فكنا قديمًا نصوم ونُعيد على مدفع مكة وكان للعيد مدفع خاص ونسمع مدفع مكة من عشيرة على بعد 130كم لأن في ذلك الوقت لم تكن هناك أصوات سوى صوت المدفع. وأكمل أن البعض منهم يقوم بإطلاق أعيرة نارية في الجو إشارة إلى حلول العيد ثم نبدأ من الليل بالتكبير وإذا أصبحنا في يوم العيد أخذنا نردد ”يا نهار العيد عود يا نهار العيد عود» ويكررونها عدة مرات ثم نجتمع في أرض فضاء لصلاة العيد وكان يؤمنا في صلاة العيد من يعرف قراءة القرآن ولو بشيء يسير أو نأتي بأحد المطاوعة من مكة ليصلي بنا العيد ثم نبدأ بمعايدة الفريق» وهم مجموعة الناس المتجاورين ببيوت الشعر أو الخيام» ثم نتناول عند كل شخص من الفريق فطرة العيد. فرق شاسع عيد الماضي له فرحة كبيرة لا تقارن بفرحة أعياد الحالية والفرق بينها شاسع جدًا والسبب أن فرحة أعياد الماضي هو حب الناس بعضهم لبعض أما الأعياد الحالية، فالناس انشغلت بحب الدنيا، وقلت فيه الاجتماعات بين الجيران والأقرباء والتآلف فيما بينهم وكذلك عدم احترام الكبير للصغير وما ينقص فرحة العيد الحاضر هو الاجتماع. بيوت الشعر علي مرسال وسالم حويكم قال: إننا عندما نتذكر أعياد الماضي فإننا نتشوق بكل لهفة لما له من فرحة كبيرة في نفوسنا فنحن الآن نتأسف على أعيادنا لتفرق الناس وانشغالهم بجمع المال ففي أعيادنا قديما نبدأ بالتكبير وإقامة الملاعب والتجمع منذ ليلة العيد ويقول: إن النساء يقمن بهدم بيت الشعر وبنائه مرة أخرى لكي يظهر بيت الشعر بمظهره الجديد وكان ممن يقوم بقضاء حاجيات العيد من أكل أو ملابس سواءً للرجل أو للمرأة هو الأب أو الأخ الأكبر فالمرأة في وقتنا لم تكن تذهب للأسواق.