في العيد الابتسامة واجبة! تبادل الابتسامات والتهاني مع من نعرف ومن لا نعرف خصلة من خصال العيد .. وأدب من آداب الشريعة الإسلامية التي جعلت الأعياد للتصافي والتوادد والتعاطف والوصال وممارسة كل الإنسانيات الممكنة حتى مع الحجر والشجر والطير المغرد والمكان الذي نمضي فيه عيدنا ونغادره بعد صخب وقد جعلنا عاليه واطيه!! العيد السعودي .. عيد عوائل وأسر بالدرجة الأولى حيث تتلاقى الأسر في بيت واحد أو استراحة واحدة وتتصافح أيادي الأعمام والإخوان والأخوال والأحفاد دائرة لها بداية ونهاية تتسع وتضيق حسب حجم العائلة!! وما يجري في العيد من إنسانيات وأخلاقيات قد لا يكون نفسه طوال العام .. لكن الأشخاص هم أنفسهم!! ما يعطي دلالة أن الظروف تحكم الإنسان أحيانا .. ولأن العيد حل حتى الذين لا يبتسمون ابتسموا والذين لا يتواصلون تواصلوا .. والذين يتنازعون سكتوا .. وهكذا العيد جماله أنه يغير من الطبائع والسلوكيات لأيام محدودة يستحي فيها الإنسان من نفسه أن لا يكون مثل غيره من بقيه الناس في عيد!! من صغرنا كان العيد بهجة ولا يزال بهجة اختلفت في مضمونها وطرق التعبير عنها لكنها بهجة!! وكنا نهتم بالثوب الجديد والحذاء الجديد أعزكم الله وبكل ما هو جديد من حولنا .. وكنا نفرح لأننا شركاء فيه!! اليوم مبدأ الشراكة ضعف .. ولم يعد كما كان، نحن اليوم ننتظر ما تفعله لنا المدن والقرى التي نعيش فيها من مهرجانات ومعايدات وطقوس عيدية نستهلكها ونستغلها كيفما اتفق وقد تعجبنا وقد لا!! إنما العيد أصبح مسؤولية حكومية تقوم بها الجهات الخدمية المعنية مثل أمانات المدن والبلديات وإمارات المناطق وتوارت الجهود الفردية والدور المجتمعي الإنساني الشريك الذي كانت تقوم به الأسر في أحيائها وحاراتها وشوارعها الداخلية! أصبح العيد عطاء حكوميا مثله مثل التعليم والصحة والمواصلات والخدمات الأخرى! ما يتم تقديمه لنا نقبل عليه نستهلكه ونشكو وننتظر الفروق بين الجهود والجميع في حالة تأهب واستعداد لكنهم ليسوا في حالة شراكة أو مشاركة!! كانت الأحياء في الماضي القريب تعيش أعيادها أسرة واحدة ليسوا بالضرورة أقارب لكنهم يعيشون معا في حي واحد متجاورين متلاصقين بينهم أكثر مما بين الأقارب المتباعدين .. كان الشارع الترابي مكان العيد الذي يحتضن بهجة البيوت التي فتحت أبوابها وخرجت منها الأطباق الرمزية التي تشبع ولا تفيض عن الحاجة كانت السعادة بسيطة لكنها تلقائية لا تتصنع ولا تتكلف.. لماذا لا يعاد وهج عيد الحارة؟! أقول كل عام وأنتم من الفايزين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة