انخفضت مبيعات المشالح والبشوت بأسواق الأحساء منذ انتهاء موسم الزواجات، واستمرت في التراجع خلال الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، حيث سجلت حركة المبيعات ركودا ملحوظا خصوصا للبشت الأحسائي، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار، وتوقع أصحاب مصانع ومديرو المحلات المتخصصة في صناعة البشوت بأن الركود سيستمر إلى يوم 20من شهر رمضان، وسط توقعات بانتعاش السوق خلال الخمسة الأيام الأخيرة من الشهر المبارك بنسبة تصل إلى 40 بالمائة . وتسبب الركود الحاصل في مبيعات البشوت الحساوية إلى لجوء التجار للتقليل من كمية الإنتاج حيث وصلت إلى 50 بالمائة حتى يتمكنوا من بيع معروضاتهم، وقالوا ل «اليوم» بأن أرباحهم تقلصت إلى أدنى معدلاتها هذا الموسم لأسباب مختلفة، منها ارتفاع سعر الزري الذي يستورد من ألمانياوفرنسا والذي يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى أكثر من 800ريال، وأوضحوا أن السوق يشهد حالياً منافسة قوية بين المحال وكذلك الشركات المصنعة، لمحاولة جذب الزبائن، من خلال إجراء تخفيضات سعرية وعلى وجه التحديد من قبل مصانع المشالح السورية، والإماراتية، التي تقدم للمستهلك أسعارا زهيدة على حساب الجودة، إلى جانب دخول مستثمرين جدد في السوق من غير أصحاب المهنة، مما خلق حالة من الإرباك في البيع والشراء، فضلا عن بيع البشوت وأنواع المشالح الأخرى في محلات مخالفة لنشاط المشالح، في ظل ضعف الرقابة من قبل جهات الاختصاص، بحسب ما ذكره أصحاب المحلات التي تشهد إقبالا ضعيفا في الفترة الحالية، ويقبل أغلب الزبائن على البشوت السورية، وكذلك المصنعة في الإمارات، أما البشت الأحسائي فقد تقلصت مبيعاته بشكل كبير، واقتصر الطلب عليه من قبل الشخصيات المرموقة في المجتمع. من جهته قال محمد الأحمد والذي يعمل في حرفة المشالح منذ 13عاما، بالرغم من أن سوق الأحساء يعتبر من أوسع الأسواق الخليجية، إلا أنه يعيش حاليا فترة ركود لم يشهدها منذ سنوات، وأرجع ذلك للمنافسة الخارجية من قبل المصانع الشامية،والإماراتية، لتواضع أسعار تلك المنتجات التي تكون غالبا مصنعة آليا، بعكس البشت الأحسائي الذي يتميز بالدقة والإتقان بفضل صناعته اليدوية، وقماشه الممتاز والمعروف على مستوى العالم العربي، الذي تتم حياكته على أيدي أصيلة أهل صنعة من الحرفيين الذين لهم باع طويل في مهنة حياكة البشوت، التي اشتهرت بها محافظة الأحساء عن غيرها ، مشيرا إلى أن أسعار البشت الحساوي المرتفعة يعود إلى الخامات الممتازة التي تدخل في صناعته، مما أثر على سير عملية البيع، واتجاه الزبائن إلى المشالح المصنعة ذات الأسعار الزهيدة، لافتا إلى أن أسعار البشت المصنع في الأحساء يتراوح من 2000إلى 8آلاف ريال سعودي، بينما البشت السوري يتراوح بين 100إلى 400ريال، وكذلك البشت الإماراتي، موضحا بأن صناعة المشالح حاليا لا تحقق سوى هامش ربح بسيط، بسبب كثرة المحلات حيث يسود السوق نوع من الفوضى، وأصبحت مهنة بيع المشالح مهنة الكثير من أصحاب الأنشطة الأخرى، لضعف الرقابة من قبل وزارة التجارة، حيث تجد محلات العطور والملابس يبيعون البشوت والمشالح إلى جانب نشاطهم التخصصي، وفي ذلك ضرر كبير على أصحاب محلات المشالح والبشوت، إضافة إلى تطفل البعض على هذه المهنة الأصيلة. فيما أكد البائع أبو محمد بأن السوق يعيش حالة من الركود، و نسبة المبيعات لا تتجاوز 5%، تسيدها البشت السوري الذي يلقى أكثر المبيعات، مقارنة بالأنواع الأخرى التي يعج بها السوق، موضحا بأن البشت الأحسائي يسجل تراجعا في المبيعات في هذه الفترة، لكن سيحقق نسب بيع أفضل وسيكون على رأس قائمة المبيعات في موسم الشتاء الذي يعتبر الموسم الحقيقي للمشالح والبشوت، وأرجع ارتفاع سعر البشت الأحسائي، إلى ارتفاع أسعار الزري، من بلد المنشأ في فرنساوألمانيا، حيث وصل الكيلو الواحد إلى800ريال، وبالتالي ساهم في ارتفاع الأسعار، مما أثر سلبا على حركة المبيعات، خصوصا وأن البشت الأحسائي يعتمد في الغالب على الزري كمادة أساسية في حياكته وتطريزه، باللونين الأصفر والأبيض، مضيفا بأن السوق يفتقر إلى الرقابة وتداخل الأنشطة والتخصصات. إلى ذلك فضل الشاب عبدالله ، بشت زفافه أن يكون صناعته سورية، بفضل سعره المنخفض، ولم تجد محاولات البائع في إقناعه بشراء بشتا أكثر جودة آذانا صاغية، وقال: فضلت البشت ذو اللون الأسود صناعة سورية، لأن ميزانيتي محدودة، وسعره يتناسب مع إمكانياتي المادية، مشيرا إلى أنه لا تهمه الجودة حيث سيلبسه لسويعات ومن ثم سيبقى في خزانة الملابس للذكرى، مؤكدا بأن البشت الأحسائي أسعاره مبالغ فيها، مهما كانت قيمته الاجتماعية أو أصالة تصنيعه، فهو يبقى من القماش وليس من الذهب، مشيرا إلى أن البشت الأحسائي مخصص للطبقة الألمعية من المجتمع، أما المستهلك العادي فيفضل الأنواع ذات الأسعار المنخفضة.