لم تقف موجة غلاء الأسعار على المواد الاستهلاكية فقط، بل طالت حتى المشاغل النسائية مع قرب أيام عيد الفطر المبارك، والملاحظ على هذه المشاغل أنها أصبحت تعج بالنساء والفتيات استعداداً لهذه المناسبة، لتبدأ معها حياة الجشع واستنزاف الأموال التي يقودها أصحابها استغلالاً لحاجة النساء في هذا الموسم تحديداً، ليضطر الآباء إلى دفع مبالغ طائلة حتى تظهر بناته في أحلى صورة، والبعض الآخر قد يلجأ إلى الاستدانة رغبةً منه في أن لا تقل بناته عن قريباتهن في زينتهن!. أيام الاستغلال تقول "نوف محمد": إن استغلال المشاغل يكون في أوقات معينة وبفترات الكل يكون محتاج لها، مضيفةً أن الغلاء لا يقتصر على مبالغ قليلة أو رمزية، بل قد يصل إلى أضعاف السعر الأصلي، مما يضطرنا إلى تنفيذ ما يريده أصحابها الذين يستغلون هذه الفترة لجني أرباح كبيرة. وتطلق "الجازي محمد" على هذه الأيام ب"أيام الاستغلال"، قائلةً: إنني تفاجأت بأحد المشاغل يقوم بتغيير أسعاره في فترات العيد، فهي فترة مناسبة ومميزة لهم لتحقيق المكاسب، مضيفةً أن الكل يفد إلى المشاغل صغيراً أم كبيراً، رغبةً في اظهار صورته على أفضل حال، ذاكرةً أن تغيير الأسعار تكون فقط قبل العيد بيوم وبيومين، بعد ذلك تعود إلى حالتها الطبيعية، معتبرةً هذا التصرف بالاستغلال الواضح. غير معقولة وذكرت "مي السالم" أنها تقوم بالذهاب إلى المشغل من بعد الإفطار ولا تنتهي إلا قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، موضحةً أن المشاغل النسائية تزدحم قبل يوم العيد بالعديد من النساء، فالحاجة الماسة لها يجعلها تضاعف أسعارها، وهذا من حقها، لكن ما نستغربه هو ارتفاع الأسعار بطريقة أشبه ما تكون بغير المعقولة!. وتقول "ابتهال محمد": إنه حدث اشتباك بيني وبين إحدى المشرفات على أحد المشاغل لمضاعفتها السعر، وأوضحت لها أن هذا الشيء غير صحيح، لكنها لم تبال بما قلت لعدم وجود صرامة وحزم من قبل الجهات المسؤولة، وبالتالي استمرارهم بالتلاعب في الأسعار كيفما اتفقوا. متخصصة تجميل تنهي تجربة ألوان المكياج المناسبة للبشرة والفستان قبل يوم العيد الوقت المناسب وتبين "نوره عبد الله" أنها تختار الوقت المناسب قبل غلاء الأسعار بأيام العيد لتقوم بتنفيذ ما تريده، بعيداً عن الغلاء الفاحش الذي يستغل من قبل بعض المشاغل النسائية، ولربما اضطرت في بعض الأيام إلى تنفيذ ذلك في منزلها والاستغناء عن المشاغل تماماً. وقالت "أم سعود": إنني أقوم بدفع أضعاف ما أقوم بدفعه في الأيام العادية أو أيام المناسبات الصيفية، مضيفةً أنه لابد لنا من ذلك لأن غالبية المشاغل تقوم بهذا العمل في فترة يحتاج إليها الغالبية من النساء والفتيات. غياب الرقابة وترى "روان عبد المحسن" أنه لو تكاتف الكل ورفض تلك الأسعار، بل وقام بالتبليغ عنها لكان هناك ردة فعل قوية ورادعة لمثل هؤلاء، مضيفةً أن التبليغ هو أفضل طريقة لضمان إيقاف مسلسل استغلال "جيوب" الناس. وتمنت "نوف الجاسم" أن يكون هناك غرامات عالية على تلك المشاغل التي تستغل مثل هذه الظروف وهذه المناسبات بمبالغ طائلة، كي تكون عبر لهن في المواسم المقبلة، ذاكرةً أن غياب الرقابة وانشغال الناس وحالة الازدحام التي نعيشها تجبرهم على دفع ما يريدون، مما جعل الكل ينهش ويطمع بالمزيد للظهور بالمظهر اللائق. ..وتتأكد من جودة «كريم الأساس» موسم تخفيض وطالبت "أريج عبد العزيز" أن يكون موسم العيد موسم تخفيض من قبل الجميع سواء في الأسواق أو المشاغل النسائية، مضيفةً أن يوم العيد الكل ينتظره بفرح وسرور، فلو خفضت الأسعار لأصبحت في متناول جميع الطبقات ليتشارك الجميع في هذه الفرحة، ويكون العيد سعادة بدلاً من أن يصبح هماً على رب الأسرة ويفكر كيف سيفرح أبناءه؟. وذكرت "أم نجود" بأن عبارة "تسعيرة من الإدارة" دوما نسمعها في تلك الأيام ومع استفسارنا عن غلاء تلك الأسعار، تجيب إحدى العاملات بهذه العبارة، بينما لا نرى إدارة من الممكن مناقشتها، مضيفةً أنه قد يكون "مدخول" هذا اليوم عوضاً عن الأيام السابقة والتالية، لرغبة الكل بالحصول على النتائج الأفضل، وما علينا سوى أن ندفع جراء أطماع هؤلاء. مظهر لائق وتوضح "سعاد فهد" أن للعيد ميزانية خاصة يتم احتسابها ووضعها في الحسبان، لأن ما يتم تنفيذه ليلة العيد قد لا يمكن تنفيذه قبل ذلك، ولهذا استغلت بعض المشاغل هذا الوقت للكسب من هؤلاء الناس الذين سيدفعون وهم مكرهون بل ومجبورون في نفس الوقت، لافتةً إلى أن الكل يريد أن يظهر بمظهر جديد ومغاير لدى عائلته وأسرته، ولهذا لا يمانع الكثير من الدفع مقابل الظهور بالمظهر اللائق. عمل طوال اليوم وتذكر إحدى العاملات في أحد المشاغل النسائية أنه قبل العيد بيوم أو يومين تزيد بعض الأسعار، مبررةً ذلك بكونه موسم خاص يعملن فيه طوال اليوم، معتبرةً ذلك فرصة سانحة للكسب، مؤكدةً أنه بعد انتهاء موسم العيد تعود أسعارهم إلى الوضع الطبيعي، مشيرةً إلى أن تغيير الأسعار أوارتفاعها ليس من العاملات، بل يتلقين الأوامر من أصحاب المشغل قبل العيد بيومين أوقد يكون ليلة العيد. ضغط كبير وتشتكي "مشاعل محمد" تعمل في أحد المشاغل من الازدحام ليلة العيد، وبالرغم من ذلك تظل محافظه على سمعتها لتميز عملها، مضيفةً أن بعضهن يواجهن ضغطاً كبيراً، لكن تظل أسعارهن ثابتة ولا تتغير، معتبرةً من يعمد إلى هذا العمل بأنه طماع ومستغل. ضرر جسدي وتتساءل "العنود سعد" عن تفاوت الأسعار بين المشاغل وتغيرها من موسم لآخر، وقالت: لابد من جهة رقابية معينة واضحة نكون تحت ظل حمايتها، موضحةً أنه لابد لهذه الجهة مراقبة ما يحدث من تلاعب كبير في تلك المشاغل في أوقات موسمية يحتاج الجميع للجوء إليها، مما يحملنا العبء الكبير فيما ندفعه لهم من مبالغ باهظة، مع استخدام البعض منهم لأدوات ومستحضرات قد تكون رديئة، وما تحمله من ضرر جسدي.