العيد مناسبة سعيدة يحتفل بها الصغير والكبير، وهو فرصة للقضاء على الخلافات والضغائن، حيث يقام خلال أيام العيد الكثير من الفعاليات التي تدخل البهجة على الجميع، فكيف كان النبي عليه الصلاة والسلام يحتفل بأيام العيد؟، وما هي السنن التي يقوم بها عند رؤية هلال شهر شوال؟، وهل كانت المرأة حاضرة في تلك الفعاليات؟. حول هذا الموضوع يشاركنا الشيخ "عسكر العسكر" باحث بالفكر الإسلامي، قائلاً:"كان الرسول عليه الصلاة والسلام يترقب هلال شهر شوال وعند رؤيته يبدأ بالتكبير جهراً؛ ليعلم الناس بقدوم العيد على أن تتم قبل صلاة العيد إخراج زكاة الفطر". أما عن الاحتفال بالغناء أو غيره، فيقول: تحدثنا عن ذلك السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، فتقول: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "دعهما " فلما غفل غمزتهما فخرجتا. وكان يوم عيد يلعب السودان بالدِّرَق والحِرَاب، فإما سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وإما قال: "تشتهين تنظرين"؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خَدِّي على خدِّه، وهو يقول:"دونكم يا بني أرفده" (لقبٌ للحبشة) حتى إذا مَلِلْتُ قال: "حسبك" قلت: نعم، قال: "فاذهبي" رواه البخاري. أيضا قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فسمعنا لَغَطاً وصوت صبيان! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا حبشية تزفن (تتمايل وتلعب) والصبيان حولها، فقال: "يا عائشة تعالي فانظري" فجئتُ فوضعتُ لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: "أما شبعت؟ أما شبعت؟" قالت: فجعلت أقول: لا لأنظر مَنْزلتي عنده، إذ طلع عمر، قالت: فانفضَّ الناسُ عنها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فرُّوا من عمر" قالت: فرجعت. رواه الترمذي. ويضيف "الشيخ العسكر": كما يجب مشاركة الأهل والأقارب فرحة العيد وأن يرفق الرجل بزوجته وبناته وأولاده، واستجلاب مودتهم وخاصة المرأة، فإنها مجبولةٌ على المشاعر المرهفة والعواطف الرقيقة، ويحصل ذلك بتلبية رغباتها الفطرية ومطالبها الاعتيادية ما دامت مباحة، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في هذا الباب، وبيوته الكريمة زاخرة بمظاهر الإحسان والتودد والوفاء لأمهات المؤمنين، وفي مشهد التقارب والتآلف الذي وصفته أم المؤمنين "خَدِّي على خدِّه" وما يتضمنه من التلاحم الوجداني والتواصل الروحي في بيت الزوجية.