تروي كتب السيرة أنه لم يفرح المسلمون بشيء بعد فرحهم بالإسلام الذي من الله به عليهم بأن جعلهم من أهله، كما فرحوا بكلمة الحب وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي ربه متضرعا بقوله : «اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب ما يقربني إلى حبك». والذي لا شك فيه أن للعيد فرحة محببة للنفوس وهي سنة بالفطرة وبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول وعمل، فقد روى الإمام البخاري عن الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أم المؤمنين عائشة قالت : «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بغاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم. فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا» . وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن اليوم عيدنا». كما تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول : «وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: تشتهين تنظرين ؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة لقب الحبشة حتى إذا مللت قال: حسبك. قلت: نعم. قال: فاذهبي»، رواه البخاري ومسلم في كتاب العيدين من صحيحيهما واللفظ للبخاري. وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتعلم يهود المدينة أن في ديننا فسحة، إني بعثت بحنيفة سمحاء». كما روى الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا حبشية تزفن (تتمايل وتلعب) والصبيان حولها، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة تعالي فانظري. فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعت ؟ أما شبعت ؟ فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده. إذ طلع عمر رضي الله عنه، قال فارفض الناس عنها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر . قالت: فرجعت» . وجاء في حديث ابن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم: «كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي وهي أحجار يحفرون لها حفيرة ويدحون أي يرمون فيها بتلك الأحجار فإن وقع الحجر في الحفرة فقد غلب صاحبها»، وهي تشبه لعبة «البرجون» أو «البلياردو» . كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت» . ويقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «اجمعوا هذه القلوب والتمسوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان» .. ولئن كان الزمن قد أرهقنا بالكبد، وأن الموت خطف منا أعزاءنا، كما كبلت الديون بعضنا، فإن لنا العزاء في كوننا بصحة وفي استقرار ودعة ولنا من الأحبة من نشعر معهم بصدق الوداد ودفء المحبة ما يملؤنا بالفرح الذي طال اشتياقنا له مستعيدا قول إيليا أبو ماضي الذي رمز للعيد ب «المواسم» في قوله: قال المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى وعلي للأحباب فرض لازم لكن كفي إذ ليس تملك درهما قلت: ابتسم يكفي بأنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما ومن العائدين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة