أدى يوم أمس قرابة مليون مصل صلاة آخر جمعة في شهر رمضان المبارك بالمسجد النبوي الشريف والتي تعرف ب (الجمعة اليتيمة) وسط أجواء إيمانية ونفحات ربانية في أيام رمضانية مباركة في بلد الأمن والإيمان ، وقد أمّ المصلين وخطبهم فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ الذي أوصى المصلين بتقوى الله عز وجل ، متحدثا عن استثمار ما تبقى من شهر رمضان قبل رحيله بالعبادات والطاعات وتحري ليلة القدر ، وفي الخطبة الثانية تحدث عن شرائع العيد وسننه ، مشيرا إلى أن أصح قولي العلماء في زكاة الفطر ما نصت به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الإطعام ، وأن إخراج النقود لايجزئ. وقال فضيلته : من أعظم الخسران التفريط في أيام هذا الشهر ولياليه ، جاء في حديث صححه أهل العلم لشواهده الكثيرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين ،آمين ،آمين قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت : آمين ، آمين ،آمين فقال : إن جبريل أتاني ، فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين ، فقلت آمين ..." ، ودعا فضيلته إلى الاعتكاف وتحري ليلة القدر فيما تبقى من الشهر قال صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " وفي الخطبة الثانية قال فضيلته : فرضت عليكم بنصوص الوحيين صدقة الفطر طهرة من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ، يخرجها المسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم من الأولاد والزوجة والوالدين ، ويستحب إخراجها عن الجنين ، والواجب صاع من البر أو الشعير أو الأقط ، أوالتمر ،أو الزبيب ويجزئ غيرها مما يطعمه أهل البلد كالأرز ونحوه ، ولا يجزئ إخراجها قيمة كأن تدفع نقودا بدل الطعام لأنها خلاف النص عن المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام ، والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر إلى صلاة العيد ، وإن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين جاز ، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك ، وتخرج في المكان الذي فيه الصائم ، ولا بأس أن يوكل من يخرجها عنه في بلده إذا كان مسافرا خاصة عند وجود المصلحة الراجحة. هذا وقد امتلأ الحرم النبوي الشريف وأروقته وأسطحه وساحاته بآلاف المصلين ، كما عجت المنطقة المركزية بهم في وقت مبكر وسط منظومة خدماتية متكاملة. حيث جند ولاة الأمر – حفظهم الله - كل الإمكانات لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار جاعلين من أنفسهم قدوة حسنة لكل مواطن ومواطنة خاصة أولئك الذين أنيطت بهم هذه الخدمة وتسنموا شرف حملها والاضطلاع بها ، وقد بلغت الجهود – يوم أمس - ذروتها حيث أشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز على تنفيذ هذه الخدمات وحث الجميع على القيام بها على الوجه الأكمل ، وتابع سموه الخدمات أولاً بأول ليطمئن على سير العمل وراحة وأمن الزائرين الذين احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البشر وجوههم وملأ السرور نفوسهم وهم يقضون العشر الأواخر من رمضان في طيبة الطيبة. هذا وقد بذلت وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ساحات مظللة وميادين وأسطح وممرات وقامت بأعمال النظافة والصيانة والفرش والتأكد من التكييف الذي حول أجواء المسجد النبوي إلى نسيم بارد وهواء عليل رغم حرارة الأجواء . من جهته أكد مدير شرطة منطقة المدينة اللواء عوض بن سعيد السرحاني على جاهزية رجال الأمن العام واستعدادهم لخدمة هذه الجحافل الكبيرة من المواطنين والزائرين الذين تحتشد بهم أروقة المسجد النبوي وساحاته وما يحيط به من شوارع وميادين ودور سكن، لافتا إلى أنه تم وضع خطط مسبقة لانسياب حركة المرور والمشاة والتواجد من قبل أفراد الأمن على مدار أربع و عشرين ساعة.