أدى يوم أمس أكثر من 500 ألف مصل صلاة الجمعة الثالثة في شهر رمضان المبارك لهذا العام وسط أجواء رمضانية ومشاعر روحانية فياضة، حيث احتشدت بهم أروقة وساحات وأسطح المسجد النبوي الشريف، وقد أم المصلين وخطبهم فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الذي دعا المصلين إلى الحرص على بذل الخير والمعروف في شهر الإحسان بإدخال الفرحة على الفقراء والمساكين وقضاء ديون المعسرين وإدخال الفرحة على أسرهم، كما دعا إلى الاستعداد للعشر الأواخر وتحري ليلة القدر. وقال فضيلته: إن طرق الخير كثيرة وأبواب الحسنات واسعة فاحرصوا على كل خير واحذروا كل شر، قال تعالى: «وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين»، إن شهركم شهر الخير والإحسان، عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ..»، وإن لكم إخوة أثقلتهم الديون وغيبتهم السجون ولازمتهم الهموم وانقطعوا عن أسرهم، وفقد مجالستهم أقاربهم وجيرانهم، فهم أحياء كأموات، هم بحاجة إلى من يضمد جراحهم، ويخفف آلامهم ويدخل السرور عليهم وعلى ذويهم، في شهر الإحسان بتفريج كربتهم والعطف عليهم، والصدقة التي تقضي ديونهم، وهم أهل للزكاة، فالزكاة تكافل اجتماعي بين المسلمين،ولو أدى الأثرياء زكاة أموالهم للمستحقين والمحتاجين لكفت الزكاة ذوي الحاجات ولوفق الأثرياء إلى أعظم الحسنات، وإدخال السرور على المؤمن من أكبر القربات قال صلى الله عليه وسلم: من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة»، وما أسعد من جمع بين الأسرة وعائلها المسجون بعد طول الغياب وفقد الأحباب، عسى الله ان يجمع بينه وبين أحبته في دار السرور والحبور. إلى ذلك، فقد عاش الزوار والمصلون أجواء إيمانية ونفحات ربانية في أيام رمضانية مباركة في بلد الأمن والإيمان حيث جند ولاة أمره – حفظهم الله - كل الإمكانات لخدمة وراحة المصلين والزوار جاعلين من أنفسهم قدوة حسنة لكل مواطن ومواطنة خاصة أولئك الذين أنيطت بهم هذه الخدمة وتسنموا شرف حملها والاضطلاع به، وقد بلغت الجهود – يوم أمس - ذروتها حيث أشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز على تنفيذ هذه الخدمات وحث الجميع على القيام بها على الوجه الأكمل، كما أشرف سموه على الخدمات وتابعها أولاً بأول ليطمئن على سير العمل وراحة وأمن الزائرين الذين احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البشر وجوههم وملأ السرور نفوسهم وهم يستعدون لقضاء العشر الأواخر من رمضان في طيبة الطيبة.