أدى يوم أمس نصف مليون مصل الجمعة الثالثة في شهر رمضان المبارك بالمسجد النبوي الشريف تحوطهم عناية الله وتظللهم رحمته ويحفهم تسامحه وغفرانه وتغشاهم السكينة والوقار، وقد أم المصلين وخطبهم فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الذي أوصى المصلين بتقوى الله عز وجل، وحثهم على استغلال ما تبقى من أيام وليالي شهر رمضان والاستعداد لليالي العشر المباركات والإقبال على الله عز وجل بالتوبة والإنابة والاستكثار من الحسنات بالصيام والاجتهاد في القيام وكذلك سنة الاعتكاف وتحري ليلة القدر رجاء الفوز بها، معددا الكثير من موجبات الرحمة كالإكثار من البذل والصدقة وتلاوة آيات القرآن الكريم وقصد بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة التي تعدل في هذا الشهر حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وقد عاش الزوار والمصلون أجواء إيمانية ونفحات ربانية في أيام رمضانية مباركة في بلد الأمن والإيمان، حيث جند ولاة أمره – حفظهم الله - كل الإمكانات لخدمة وراحة المصلين والزوار جاعلين من أنفسهم قدوة حسنة لكل مواطن ومواطنة خاصة أولئك الذين أنيطت بهم هذه الخدمة وتسنموا شرف حملها والاضطلاع به، وقد بلغت الجهود – يوم أمس - ذروتها، حيث أشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز على تنفيذ هذه الخدمات وحث الجميع على القيام بها على الوجه الأكمل لأنها خدمة ذات أجرين أجر دنيوي من الدولة وآخر أخروي من رب العزة والجلال الذي يحب إذا عمل الإنسان عملاً أن يتقنه، كما أشرف سموه على الخدمات وتابعها أولاً بأول ليطمئن على سير العمل وراحة وأمن الزائرين الذين احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البشر وجوههم وملأ السرور نفوسهم وهم يستعدون لقضاء العشر الأواخر من رمضان في طيبة الطيبة. المصلون والزوار حرصوا على الحضور باكراً كما بذلت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ساحات مظللة وميادين وأسطح وممرات، وقامت بأعمال النظافة والصيانة والفرش والتأكد من التكييف الذي حول أجواء المسجد النبوي إلى نسيم بارد وهواء عليل رغم حرارة الأجواء. من جهته أكد مدير شرطة منطقة المدينة اللواء عوض بن سعيد السرحاني على جاهزية رجال الأمن العام واستعدادهم لخدمة هذه الجحافل الكبيرة من المواطنين والزائرين الذين تحتشد بهم أروقة المسجد النبوي وساحاته وما يحيط به من شوارع وميادين ودور سكن، لافتا إلى أنه تم وضع خطط مسبقة لانسياب حركة المرور والمشاة والتواجد من قبل أفراد الأمن على مدار أربع وعشرين ساعة. وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة الرائد خالد بن مبارك الجهني ومدير الهلال الأحمر ومدير فرع وزارة التجارة والصناعة على جاهزية إداراتهم وفق خطط مسبقة لتقديم أفضل الخدمات ومواجهة أية طوارئ قد تحدث لا سمح الله فتمت زيادة عدد فرق الدفاع المدني ونشرها في مواقع متمركزة وزودت بأحدث وسائل الإنقاذ والإطفاء، كما أن الهلال الأحمر قد نشر حلقة دائرية حول المنطقة المركزية المحيطة بالحرم بسيارات الهلال الأحمر المزودة بأحدث الوسائل وأفراد متخصصين لتقديم العون والمساعدة بعد الله لكل محتاج لها، بينما وفر فرع التجارة عدة فرق للتجول ومراقبة الأسعار لملاحظة أية زيادة في الأسعار ومحاسبة المتسبب فيها، كما أن الشؤون الصحية جندت أيضا طواقمها وطاقاتها لاستقبال أي حالة طارئة للمصلين الذين يحتاجون إلى عناية طبية خاصة.