سمعت أن معالي وزير العمل بدأ البحث الجاد والسريع عن قيادات إدارية ذات إمكانيات عالية لكي تساعده ونائبه على إدارة وزارة العمل وملفاتها الشائكة، والأشبه بحقول الألغام! وإن كان ما سبق صحيحا فهذه بلا شك خطوة هامة جدا بل إنها من وجهة نظري هي الخطوة الأولى الأهم، إذ أن تنظيم سوق العمل في المملكة بطريقة منهجية وعمل مؤسسي فعال يستوجب البدء بتنظيم وزارة العمل نفسها وتطوير مكاتب العمل لكي تصبح مكاتب لتوظيف المواطنين والمواطنات وليست مجرد مكاتب مشغولة بزحمة منح التأشيرات بطريقة عشوائية. إن تغيير القيادات أو دعمها بقيادات إضافية يمكن أن تكون أفضل بداية يقوم بها الوزير – أي وزير – وبخاصة إذا كان مسئولا عن أخطر وأهم ملف وطني وهو ملف البطالة، كما يمكن أن تكون أسوأ بداية يمكن أن يقوم بها أي وزير جديد أو حتى أي رئيس شركة جديد!. يمكن أن يكون استقطاب قيادات إضافية أفضل بداية إذا تم بهدف الإصلاح الحقيقي مع اختيار القيادات المؤهلة من أصحاب النجاحات السابقة في منشآت متميزة وعريقة مع حرص كل منهم على العمل بروح الفريق الواحد الذي يحقق النتائج الإيجابية بما يخدم الوطن والجهاز وليس البحث عن إنجازات شخصية. كما يمكن أن يكون تغيير القيادات الموجودة هو أسوأ بداية يقوم بها المسئول الجديد إذا كان بهدف حشد أكبر قدر من الموالين والمعارف بغض النظر عن مدى تأهيلهم، لأن ذلك التغيير سوف يؤدي إلى التخلص من أصحاب الخبرة وإرباك للعمل وضرب العمل المؤسسي في مقتل وخلق ثقافة التحزبات التي تقود حتما إلى الفشل وعدم تحقيق أهداف الجهاز والأهداف الوطنية. وما بين تلك البدايات تتباين خطوات المسئولين المعينين حديثاً، ومن المؤمل أن يوفق وزير العمل إلى البداية الصحيحة حتى ينجح في أداء المهام الجسام التي تحتاج من وزارة العمل تنظيم الصفوف والعمل كفريق قوي ومتجانس قادر على هزيمة البطالة والخلل في سوق العمل والتستر وتجارة التأشيرات وهزيمة فريق أعداء السعودة مهما كانت ذرائعه ومهما كانت قوته.