سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس تحرير صحيفة الحقائق د زياد الصالح للسعودية جهود سياسية وإعلامية تصب في مصلحة الأمتين الإسلامية والعربية لأعمال الإرهابية تشتت التركيز في الجهود وتوقف النمو في الاوطان .!! نشرت صحيفة الجزيرة السعودية في اليوم الاول من العام الميلادي الحالي 2008م
ما هو برأيك في حال حققت الفئة الضالة أهدافها انعكاس ذلك على الوضع السياسي والإعلامي والأمني والاقتصادي..؟! المحور السياسي والاعلامي وتحدث في البداية الخبير الدولي وأستاذ الإعلام والعلاقات العامة الدكتور زياد الصالح عضو المعهد الملكي ورئيس تحرير صحيفة الحقائق الدولية الذي أجاب على محورين هامين االسياسة والاعلام : في البداية لا بد لي من التأكيد على مسألتين مهمتين هما: الأولى: أن الإرهاب يمثل تهديداً مستمراً للسلام والأمن والاستقرار ولا يوجد مبرر أو مسوغ لأفعال الإرهابيين فهو مدان دائماً مهما كانت الظروف أو الدوافع المزعومة. أما الثانية: أن الإرهاب ليس له دين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة، وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على تهيئة جو من التفاهم والتعاون المشترك يستند إلى القيم المشتركة بين الدول المنتهية إلى عقائد مختلفة. : إن سياسة مكافحة الإرهاب التي تنتهجها وزارة الداخلية الاحترازية والدفاعية حققت تقدماً ونجاحات لافتة للانتباه، على الرغم من أنها لم تتغير في مضمونها وأهدافها الرامية إلى القضاء على شأفة الإرهاب، و(إلقاء القبض على المطلوبين والمتهمين بغية التحقيق معهم وتقديمهم إلى العدالة)، وهي رسالة ثابتة لا تحتاج إلى إعادة تأكيد أو توضيح، مهما تغيرت الخطط الميدانية التي عادة ما تأخذ في الحسبان ردود أفعال الإرهابيين على أرض الواقع. مع مراعاة سلامة رجال الأمن، والإبقاء على أرواح الإرهابيين، دون الإخلال بالغاية التي لا يمكن نفيها عن القيادات الأمنية التي تضع نصب أعينها سلامة المواطن مهما كانت جريرته، فالهدف الأسمى هو كف شر الإرهابيين، وإلقاء القبض عليهم، وتقديمهم إلى العدالة، بعيداً عن إراقة الدماء وإزهاق الأنفس. إصرار المطلوبين الأمنيين على رفض نداءات الاستسلام، وتجاهل المحاولات الرامية إلى حقن الدماء، وسلامة الجميع، يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث المواجهات المسلحة، أو ما يُطلِق عليه رجال الأمن (التعامل بالمثل وفق ما يقتضيه الموقف). وللإجابة على السؤال السابق بشقيه السياسي والإعلامي: أستطيع القول إن السعودية قد بذلت جهوداً جبارة سياسياً وإعلامياً خدمت ولا زالت تخدم الأمة الإسلامية والعربية، فالمملكة من دون شك تعتبر من الدول الزعيمة والقائدة للأمتين العربية والإسلامية حريصة على توجيه وتكثيف جهودها السياسية والإعلامية تجاه ما التزمت به من منطلق واجبها ورسالتها الأخلاقية التي أملتها عليها مبادئها وقيمها، والتي تنص على الوقوف دائماً مع الحقوق العربية والإسلامية المشروعة ونصرة الأمتين الإسلامية والعربية في جميع المحافل الدولية وعلى جميع الأصعدة، فعلى سبيل المثال المملكة عبر العمل العربي الموحد تقف في وجه أحد المخططات الصهيونية في إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط، وما زالت خريطة إسرائيل الكبرى قائمة وتزعم أن دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وكثيراً ما تعلن أنها ما زالت تحلم بتحقيقه، حيث يبدأ احتلالها للنيل واحتلال سيناء وهذا لن يتحقق في ظل إمكانات وقدرات المملكة وأشقائها العرب، فكما نعلم جميعنا أن الدولة الصهيونية وما تملكه من قوة ومقدرات في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود تسعى إلى السيطرة السياسية والاقتصادية أكثر من سيطرتها جغرافياً، وفي حال حدوث مثل تلك الهجمات التي تخطط لها الفئة الضالة فإن ذلك سيكون لها كبير الأثر على تلك الجهود الحثيثة المبذولة من قبل القيادة السياسية السعودية مما يعني حدوث تداعيات على الأمة الإسلامية والعربية في مواجهة قضاياها سلبا. أولويات المملكة كما أن التجربة علمتنا في وقوع مثل تلك الهجمات سيكون هناك استغلال لها من قبل الدول التي تقف ضد الحقوق الإسلامية والعربية، كما أن المنطق يفرض على القيادة السعودية الالتفات والتحول في الأولويات وتكثيف الجهود لمعالجة الوضع داخليا وتداعيات أي عمل إرهابي يحدث - لاسمح الله - ورأب التصدعات الناجمة عنه. إن ذلك سيعتبر فرصة ذهبية يمكن استغلالها وتوظيفها من قبل دول تعتبر المملكة معادية لها وذلك لسبب وحيد يتعلق بمبادئ سياستها الخارجية في وقوف المملكة مع أشقائها من دول إسلامية وعربية في قضاياهم وحقوقهم الشرعية للتشكيك بقدرات المملكة واتهامها بالضعف وعدم السيطرة وجعلها في موقف دفاعي. إضافة إلى ذلك فمن المتوقع أيضا أن يتم استغلال الموقف من قبل بعض الجهات المعارضة، والمدعومة من دول وجهات أجنبية لاستغلال أية أحداث من هذا النوع لتصفية حساباتها مع الدولة. من ناحية أخرى فإن وضع المواطنين السعوديين في الخارج سيكون حرجاً للغاية من خلال الادعاء بتفشي الإرهاب بينهم وسيعاد وضعهم تحت المجهر دوليا بإلصاق التهم بهم كإرهابيين. يؤثر على استقرار أوضاعهم إضافة لذلك لو تحقق للإرهابيين تنفيذ مخططاتهم فإن ذلك سيشتت جهود القيادة السياسية السعودية للحد من تركيزها في مجال تحقيق التنمية والازدهار والنماء والرخاء الاقتصادي وذلك من خلال عدم ثقة المستثمرين بالسوق السعودية فرأس المال جبان. كما سيؤدي ذلك إلى تقليص بعض الميزانيات الخدمية لدعم جهود اجتثاث الإرهاب، وسيؤدي إلى تراجع في الأولويات المهمة كأزمة البطالة وغيرها من الأزمات التي تمر بها دولة بحجم المملكة. والتراجع والركود الاقتصادي ينمي الإرهاب، ويؤدي إلى تفشي الكثير من الخصال الضارة بالمجتمع. والعكس صحيح وهذا أحد الأهداف التي يسعى إليها هؤلاء الإرهابيون!! الضربات الاستتباقية عنصر هام للامن السعودي وقال الصالح: من هنا تأتي أهمية مثل هذه الضربات الاستباقية الوقائية لقطع الطريق على هذا الهدف والمسعى الشرير. إن الخلية الأخيرة التي تم إلقاء القبض عليها في حين يوجد في الأراضي المقدسة أكثر من مليونين ونصف المليون حاج وتوجه الأنظار للمملكة هذه الأيام من قبل جميع دول العالم لهو أكبر دليل على سعي تلك الفئات الضالة عبر اختيار هذا التوقيت بالذات لتنفيذ المخطط الإرهابي هو الحرص والرغبة الشديدة لديهم للإساءة لدور ومكانة المملكة الإسلامية والتشكيك بقدراتها على رعاية وتحقيق سلامة حجاج بيت الله الحرام، وهز الثقة في قدرتها على حماية هؤلاء الحجاج، وبالتالي تحقيق كبير الأثر في صورتها أمام الرأي العام العالمي. كما سيتم على يد قوى التطرف ودعاة التصادم بين الحضارات والثقافات استغلال حدوث مثل تلك الأعمال الإرهابية في المملكة بهذا الموسم والمناسبة لتوجيه الاتهامات حول الدين الإسلامي الذي بسببه يدعي الإرهابيون قيامهم بأعمالهم القذرة. ومن المهم في هذا الصعيد إعادة التأكيد على أنه لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب، وأن الأديان كلها تدعو إلى القيم النبيلة ولا يصح تحميلها أوزار بعض الضالين من المنتسبين إليها، ولكننا تابعنا الحملات المغرضة التي تناولت الإسلام كدين سماوي للادعاء بوقفة خلف الإرهاب كأيديولوجيا تدعو لذلك. تداعيات إعلامية وأضاف د الصلالح :أما من ناحية إعلامية فإنه في حال تنفيذ تلك الفئة الضالة لأهدافها الإرهابية - لاسمح الله - سيوظف في مجال التشكيك بمصداقية المملكة أمام الرأي العام العالمي واشغال الإعلام السعودي عن قضايا مهمة وحيوية تتعلق بمشاكل المواطنين وتهمهم في الحياة اليومية المعاشة بسبب تركيز الأضواء على الملف الإرهابي. إن طبيعة العمل الإعلامي تفرض تغطية إعلامية في حال وقوع أي عمل إرهابي، وحيث إن الصحافة ستفرد له صفحات كانت تعنى باهتمام المواطن فإن مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية التي تفرض عليها عدم خلق بيئة من الإرباك والتوتر لدى الشارع سيجعل بالإمكان النيل من مصداقيتها، وسيشكك بموضوعيتها لدى القراء فإذا اتبعت الصحافة سياسة الهدهدة والطمأنة على أن كل شيء يسير على ما يرام فإن وسائل إعلام معادية ومضللة وحتى معارضة تحمل أجهزة الأمن المسؤولية في حالة وقوع أعمال إرهابية. ستعتبر وسائل الإعلام المحلية والوطنية مجرد منشور سياسي موجه يحوي مطالبات وتأكيدات ووعوداً وردية، مما سيكون له بالغ الأثر على الإعلام السعودي، ويخلق الإرباك والتشويش لدى الرأي العام داخلياً حيال تمكن الدولة وقدرتها في مكافحة الإرهاب عبر أقلام مشككة وناقدة لسياسة الدولة حتى لو حرص الإعلام السعودي على عدم مخالفة القواعد المهنية وخاصة البديهية التي تقول بأنها تكتب للقارئ فقط لإشباع حاجته إلى المعرفة. ما يخلق الارهاب ينهيه في ختام حديثه يقول د.الصالح انه من المعروف أنه إذا كان للفكر والثقافة دور مهم في مكافحة الإرهاب، فإنهما قد يكونان سبباً لخلقه، وإثارته من جديد، خصوصاً في مجتمعنا الديني المحافظ. وما يحدث في هذه الأيام من خلاف علني على صفحات الجرائد بين رجال الدين وبعض المفكرين والكتاب إنما يساعد دون قصد على تهييج الرأي العام المحافظ، خصوصاً فيما يتعلق بالتعاطي مع العلماء ورجال الدين. من هنا يمكن القول: إنه لا بد لنا أولاً من فهم وتحديد أو حتى الاتفاق على أمر مهم ألا وهو ما هو الشيء الذي يسعى إليه الإرهابيون أو الفئة الضالة إلى تحقيقه من خلال قيامهم بهذه الأعمال الإجرامية؟! هل هناك سعي من قبلهم لتحقيق أهداف سياسية كالقضاء على الحكومة والدولة وإسقاط النظام السياسي أم يريدون تحقيق مكاسب دينية أم مجرد إحداث ضجة إعلامية وإرباك أمني؟! فالمعروف على مدى التاريخ أن أي فئة أو جماعة أو تنظيم يلجأ إلى مثل هذه الأعمال له مطالب واضحة كأقلية تطالب بالانفصال؟! لذا نقول بأنه لابد من التركيز في حالة وقوع تلك الأحداث - لاسمح الله - على الحفاظ واستمرار الخطط الخارجية والداخلية والاهتمام بالمواطن وحاجاته ومتطلباته، وتحسين بيئته الحياتية من خلال الوزارات الخدمية، والإدارات الحكومية قد يقضي على بعض القصور الذي يستغل من قبل زعماء الجماعات الإرهابية كمسوغ لتمرير أفكارهم الهدامة للمجندين الشباب، وإيقاظ الخلايا النائمة!! كما لابد أن تستخدم المعلومات المحصلة من أعضاء المجموعة الإرهابية كمؤشر لقياس دقة الخطط الأمنية، ومدى ملاءمتها لرصد تحركات الخلايا الإرهابية، وتحصيل ما أمكن من المعلومات المهمة. إضافة إلى التركيز في أسلوب التفاوض مع الإرهابيين، وإمكانية إقناعهم بخيار الاستسلام بدلا من الانتحار. التفاوض مع الإرهابيين هو أحد الأساليب الأمنية الحديثة التي تعتمد كثيراً على علم النفس، وأسلوب المحاورة، وملكة الإقناع والتأثير، ولعله يمثل الجانب الأهم في غالبية العمليات الأمنية الحديثة. فعملية إقناع أفراد الفئة الضالة تحتاج إلى كفاءة فكرية خاصة يمكن لها أن تغير في قناعاتهم وأفكارهم الخاطئة، خصوصا تلك التي تسوغ لهم قتل النفس خشية تسرب أسرار الجماعة (الخلية الإرهابية)، وما حدث في عملية (جدة) ما هو إلا جزء من عملية التأثير الفكري الذي أثبت نجاعته مع معتنقي الفكر التكفيري. إن في نجاح المفاوضين في التأثير يقودنا إلى الجانب الأهم في الحرب على الإرهاب، وهو الجانب الفكري الذي يؤثر في تصرفات الخلايا الإرهابية، ويبرر لها المحرمات بدءاً من قتل النفس، مروراً بتدمير الممتلكات وترويع الآمنين، وانتهاء بتكفير المسلمين. فالفكر والثقافة هما مفتاح التأثير الحقيقي على المجموعات الإرهابية ومؤيديها، وهما الوسيلة الفاعلة التي يمكن من خلالها حماية النشء، وتحصينه ضد الأفكار الهدامة، ومنعه من أن يكون لقمة سائغة في يد الإرهابيين. تحصين المجتمع، ونشر ثقافة الحياة بدل الموت، وحب الوطن والتقيد بتعاليم الدين الحنيف هو الحصن المنيع، وخط الدفاع الأول القادر على هزيمة الإرهاب بعيداً عن العمليات العسكرية. من الأشاوس وعلى رأسهم الأمير والقائد الحكيم نايف بن عبدالعزيز لما تحقق من تطور بارز في خطط وعمليات الأمن في إطار حملة مكافحة الإرهاب الموفقة