** بالرغم من أن رئيس الجمعية الأهلية لحقوق الإنسان قد أعلن ان حوالي (100) سعودي يعيشون في السجون العراقية بسبب قضايا أمنية.. أو بسبب تجاوزهم للحدود.. أو في قضايا جنائية .. إلا انني أعتقد ان العدد أكبر بكثير من هذا العدد المعلن.. ولاسيما في ظل حالة الجنون التي أصابت بعض شبابنا.. ودفعتهم إلى الانخراط في ضلالات المتشددين.. فظنوا ان ذهابهم إلى العراق.. ومشاركتهم في تأجيج الوضع الأمني المتردي هو في صميم واجب الجهاد.. وتحصيل الأجر.. ** يحدث هذا في الوقت الذي يتسبب فيه هؤلاء وغيرهم في قتل عشرات الأبرياء من أبناء العراق.. وجنوده.. وليس غيرهم.. وانهم يحرقون أرض العراق.. وثرواته .. ويدمرون مكتسباته.. ولا يقاومون بذلك عدواً.. أو يصيبون متربصاً بهم.. أو ظالماً لبلادهم.. ** فلماذا إذاً تستمر عمليات عبور الحدود إلى العراق.. أو التسرب ومن بلدان عربية أخرى.. إلى الداخل العراقي للالتحاق بمجموعات الموت.. والقتل.. والدمار؟ بالرغم من ان ما يحدث على أرضه لايمثل أي شكل من أشكال المقاومة.. بقدر ما يعكس حالات الصراع بين قواه السياسية المتناحرة.. وبين تعارض وتصادم المصالح الأجنبية فيه أيضاً.. ** ولست أدري كيف يسمح البعض بالزج بأنفسهم في أتون حروب لا أخلاقية من هذا النوع وهم الذين لا علاقة ولا مصلحة لهم في كل ذلك ولا عائد.. سواء أكان هذا العائد في الدنيا أو في الآخرة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ** ذلك جانب.. اما الجانب الآخر فإنه يتصل بتردد وتعاطف الجانب العراقي في النظر في مشروع الاتفاقية الثنائية بين البلدين لتبادل السجناء المحكومين لدى الجانبين .. وتطوير أوجه التعاون بينهما للحيلولة دون سقوط المزيد من الأبرياء في حبائل الاجرام.. وتخطي الأنظمة والقوانين.. وتعريض حياتهم وحياة غيرهم للخطر باستمرار.. ** لكن يما يعنيني أكثر من غيره في هذا المقام هو .. أن أقول إن استمرار تدفق أبنائنا إلى مناطق الموت والقتال في العراق وباكستان وأفغانستان.. يؤكد ان الخلل مازال موجوداً.. سواء في التفكير .. أو في المعتقد.. أو في السلوك.. أو الفهم لدى الكثيرين .. مضللَّين .. أو مغررا بهم.. وأن جميع الجهود المبذولة حتى الآن.. لتحصين مجتمعنا وشبابنا تبدو وكأنها مازالت قاصرة.. وانها تتطلب تعمقاً أكبر في الجذور لاستئصال جذور الشر منها وإصلاح التربة وتطهيرها. *** ضمير مستتر : **(من أشد الأمور خطورة.. أن يعيش المجتمع منقسماً على نفسه.. ومختلفاً حول ثوابته.. وأن تدفع أجياله ثمن هذا الاختلاف صباح مساء).