** لا يكاد يمر يوم واحد.. ** دون أن نسمع..أو نقرأ..أو نشاهد صورة..أو خبراً عن مقتل سعودي في العراق.. أو في أفغانستان.. أو في باكستان.. وأخيراً في اليمن..(!). ** فماذا يعني هذا.؟ ** إنه ليحز في نفوسنا أن نرى أبناءنا يموتون.. ويُقدمون قرابين فداء في معارك ما أنزل الله بها من سلطان.. وفي مواقع لا يبرر وجودهم فيها أي منطق.. ** والمؤسف.. والمؤلم.. أن لهؤلاء المسفوكة دماؤهم.. والمهدر شبابهم.. آباء.. وأمهات.. وأسر.. ظلت تحيا على أمل عودتهم.. لكنها لم تلبث أن تصدم بأخبار تفجير أنفسهم.. والتسبب في قتل عشرات الأطفال والنساء من الأبرياء.. ** فلاهي سعدت بعودتهم إليها.. ** ولا هي سلمت من عار انتماء هؤلاء الأبناء إلى منظمات إجرامية دفعت بهم إلى الموت.. وقضت عليهم.. وتركت وراءهم غصة في الحلق.. وآلاماً في القلب.. وأيتاماً.. وأرامل.. لا ذنب لهم إلا أنهم ارتبطوا بهؤلاء الأبناء برابطة دم.. ونسب.. وعاطفة إنسانية صادقة.. ** أما نحن المواطنين.. ** فإن شعورنا بالخسارة يزداد كلما قُتل أحدهم.. بعد أن تكون قد فخخته يد الإجرام.. وقذفت به في جحيم الموت دون مخافة من رب العالمين.. أو حساب من ضمير.. أو إحساس بمدى قسوة الكارثة على عوائلهم.. ومن ينتمون إليهم.. ** وإلا فكيف يمكن لإنسان وهبه الله العقل.. ومنحه الإدراك والبصيرة.. أن يتقبل فكرة الموت في سبيل الله.. وهو يرى نفسه قاتلاً لعشرات الأبرياء.. وناسفاً للكثير من المنجزات والمكتسبات الحضارية.. ودون أن يكون بمواجهة عدو.. أو محققاً لأي مكتسب أو منفذاً لأي توجيه رباني صحيح.. ** إن من يقتلون أنفسهم بمثل هذا الرخص.. ** ويرضون بأن يكونوا ضحايا.. وقرابين.. في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل..لابد وأن تكون عقولهم قد شُلت.. وإرادتهم قد ألغيت.. وإلا لما قبلوا أن يكتبوا نهاياتهم القاسية بمثل هذه الصورة المؤلمة.. وغير المفهومة.. ** إن الكارثة الكبرى التي نعيشها في ظل هذه الحقيقة المؤلمة هي.. أن العشرات من أبنائنا.. وإخواننا.. وأحفادنا.. ينخرطون في معسكرات الظلام.. ويقدمون أرواحهم ثمناً للضلال.. وغياب الوعي.. وتجسيداً لحالة من سوء الفهم لشريعة الله السمحة.. ** وإلا فمن يحارب هؤلاء في اليمن.؟! ** وما علاقتنا فيما يجري في هذا البلد بين دولته وبين بعض أبنائه من الخارجين على النظام.؟! ** وأي جهاد هذا.. حتى نقحم أنفسنا في أتون حروب هي نتاج صراعات داخلية.. أو تصفية حسابات أو مطامح خارجية.؟ ** إن المؤلم.. والمحزن أكثر.. أن من بيننا من يصفق لهؤلاء.. وأن هناك من يتعاطف معهم.. وربما يفكر في اللحاق بهم.. بدلاً من أن يدين تهورهم.. ويُعرّض بجرائم من يستقطبهم.. ويدفع بهم إلى الموت ويشجعهم على الانتحار.؟ ** إننا بحاجة لأن نضع رقاب هؤلاء تحت السيف.. حتى يكونوا عبرة لسواهم.. وإلا فإن المأساة ستضاعف خسارتنا للمئات من شبابنا وهم يستدرجون إلى فخاخ الموت.. بكل سهولة.. ويقدمون صورة (سوداء) عن كل سعودي وكأننا شعب يرضع إرهاباً.. ودموية.. *** ضمير مستتر: ** من الخطأ أن نتسامح مع المجرم حتى وإن ضللنا بتوبته..