تجربة العمل التطوعي صفحة ناصعة البياض، وتجربة إنسانية راقية تلقي بظلالها المشرقة على المساحات الشاسعة في سماء المتطوعين الذين ينتهزوا شهر رمضان المبارك ليرسموا الابتسامة فوق الشفاه الحزينة، والأمل في كل العيون المتعبة التي تحاول البحث عن بصيص من النور فوق أكوام من المعاناة تؤرق مضاجع أجفانهن المتعبة. تجربة سيول جدة وتحرص المتطوعة «أمل باسالم» على المشاركة في الأعمال التطوعية بشكل عام وفي شهر رمضان بشكل خاص، وذلك من خلال زيارتها وبعض رفيقاتها المتطوعات لدور رعاية المسنين لرصد ما يحتاجونها من مواد غذائية وأدوية وتوفير الأجهزة المساندة لهن، وتوزيع الهدايا على الأطفال الأيتام وزيارة أطفال مرضي السرطان خلال أيام العيد لتوزيع الحلويات. المتطوعة «سارة الحبشي» بدأت العمل التطوعي خلال كارثة سيول جدة ووصفتها بالتجربة الإنسانية الرائعة والتي أشعرتها بالكثير من الروحانية والطمأنينة، مما جعلها تقترب من المشروعات الخيرية التي تحتاج للدعم بالعمل التطوعي، خاصة في شهر رمضان، فقامت من خلال موقع «الفيس بوك» بالإعلان عن رغبتها في تشكيل فريق تطوعي يقوم بمساعدة الأسر الفقيرة سواء بالمال أو بتوفير المواد الغذائية وبعض الأثاث البسيط والأجهزة الكهربائية الخفيفة. وقالت «إن عدد المتطوعات فاق توقعاتها وتم التنسيق بينهن كل حسب إمكانياتها المتاحة، وبدأنا بحصر أعداد المستفيدين وتم تقسيم العمل كمجموعات يعملن بعد صلاة التراويح من كل يوم، مبدية سعادتها بهذا النوع من العمل الذي ساعدها على كسب الأجر في الأيام المباركة والاستفادة من وقتها فيما ينفع». تنافس الشباب وتترأس الطالبة الجامعية «ندى الصخري» مجموعة الخير التطوعية التي تقوم بجمع الأثاث والأجهزة الكهربائية وأواني الطعام والملابس بمقاساتها المتنوعة للأطفال والسيدات المستعملة طيلة العام؛ لعرضها في بازار رمضاني مخصص للأسر الفقيرة في المنطقة التاريخية بمدينة جدة. تقول ندى «العمل التطوعي إحدى الظواهر الاجتماعية التي أصبح يتنافس عليها الشباب والشابات وساعد في انتشار هذا التعاون والحس الإنساني وسائل الاتصالات الحديثة التي تبرز نشاطنا التطوعي فيما بيننا، والذي ساهم في إنقاذ المتضررين خلال كارثة سيول جدة؛ مما ساعد على تكوين مجموعات تطوعية تمارس عملها بإمكانيات بسيطة محدودة نحاول من خلالها توفير احتياجات كبيرة للفقراء الذين بتنا نشعر أنهم أهالينا وأصبحوا يفتقدوننا إذا غبنا عنهم». وتقول المتطوعة «بسمة يماني» الطالبة الجامعية بأنها تحرص على استغلال أيام شهر رمضان المبارك في قضاء حوائج المحتاجين في الأربطة أو في المستشفيات بمساعدة والدتها؛ لأنها تشعر براحة كبيرة كلما سمعت دعاء امرأة عجوز حاولت مساعدتها أو عندما ترى الابتسامة مرسومة فوق شفاه طفل صغير كان بحاجة لدواء أو لعبة بمناسبة نجاحه مستعينة على مكافأتها الشهرية التي تتسلمها من جامعتها في توفير احتياجات المحتاجين. وبطفولتها البريئة تحرص الطفلة «جنى راجح» الطالبة في الصف الثاني الإبتدائي على مساعدة المحتاجين في شهر رمضان المبارك، وذلك بجمع ملابسها القديمة وتوزيعها داخل أكياس ملونة صغيرة وتخطها بعبارات رقيقة «أحبكم يا أخوتي»، وتأخذها بمساعدة والدها إلى الجمعيات الخيرية التي تقوم بإيصالها إلى أبناء الأسر المحتاجة. من جانبها أوضحت «نسرين الإدريسي» مديرة الجمعية الخيرية النسائية الأولى بأن الجمعية تستقبل الفتيات المتطوعات الراغبات في العمل، والفرصة متاحة بشكل أكبر لفتيات الأسر التي تقوم الجمعية برعايتها، وقالت:»إن الجمعية عقدت اتفاقية مع بعض الجامعات لاستقطاب طالباتها الخريجات للعمل التطوعي، والذي يعتبر من متطلبات التخرج الجامعي، مشيدة بمهارة والتزام الفتيات بمواعيد العمل المتنوعة بين توزيع المعونات وعمل المطويات وجرد المخازن». متطوعات نجحن في مهمتهن الإنسانية أثناء وقوع كارثة سيول جدة «أرشيف الرياض»