لكَم نحن في حاجة لأن نعرف مدى أهمية تعليم الابناء تحمل المسؤولية منذ الصغر بطرق تتناسب وقدرات الطفل النفسية والعقلية ، وكم نحن في حاجة لتفهم اثر اختلاف القدرات الفطرية بين الاطفال بعضهم عن بعض ، واختلاف الاستعداد النفسي لتحمل المسؤولية ، وتباين القدرات الذاتية على التنظيم والترتيب والابتعاد عن الفوضى ... فالاطفال في حاجة الى فرص لإثبات أنهم قادرون على تحمل المسؤولية في افعالهم وفي واجباتهم المدرسية وفي أعمالهم المنزلية وفي نظافتهم الشخصية وفي علاقاتهم مع الاخرين ، ولذلك فلابد من إعطائهم الثقة، وتمكينهم من اتخاذ القرارات ، وبعد ذلك تحملهم نتائج مايصنعون ... **** وأفضل وسيلة لتعلم اطفالنا المسؤولية هو إسناد المهمات لهم وإعطاؤهم الثقة والاختيار ، بشرط ان تكون هذه المهمات مقصودة ولغرض المساعدة وليست عبارة عن (عقوبات) ، فالعقوبات بطبيعتها غير محببة ولا تنتج شخصية مسؤولة واثقة من نفسها ، كما يجب ان تكون هذه المهام المقصودة مستمرة وغير منقطعة ، كما يجب ان يكون مدى القدرة على الاعتماد على النفس موضع اهتمام الابوين وتشجيعهما، والثناء عليهم امام الاخرين ، فإن كان هناك جوانب سلبية فينبغي مناقشتها بهدوء ، دون عتاب اوخدش للذات ، ليفهم الطفل ان الغرض من هذا النقاش هو تجنب تكرار هذه السلبيات والحصول على الكمال في المرة القادمة .. **** ويخطئ كثير من الآباء عندما يتحدثون مع ابنائهم مدحا او نقدا ، فيصبون هذا المدح او النقد على الذات او على الشخص ، بينما يفترض ان يوجه هذا المدح الى ذات العمل الجيد ، وان يصب ذلك النقد الى ذات العمل الخاطئ ، فيقال مثلا ( لقد قمت بعمل جيد حين رتبت سريرك ) او يقال له ( لقد قمت بعمل خاطئ حين صرخت في وجه اختك الصغيرة ) ودعوا عنكم تجريح الشخص او توصيف الذوات او تنقيصها بعبارة السب والشتم والتشبيه بالحيوانات ، فهذه الطريقة تحطم في الطفل شخصيته وتزيده عدوانية وعنادا فيفقد الثقة بنفسه وبمن حوله ، لانه سيكتشف حينها ان حب ابويه له حب مشروط بالكمال وعدم الخطأ ، وانه بعد فقدان هذا الحب لن يخسر شيئا كثيرا مهما عمل بعد ذلك .. وللحديث بقية.. وعلى دروب الخير نلتقي.