سبق ونشرتُ مقالًا بعنوان حكايات في تطوير الذات استعرضت فيه بعض قصص التحفيز التي أتذكرها.. وفي نهاية المقال طلبت من القراء إرسال أي قصص يعرفونها بهذا الشأن على موقع الزاوية الإلكتروني.. وأذكر حينها أن عدد المشاركات بلغت 177 في أول 12 ساعة فقط (حفظت) المميز منها في ملف إلكتروني خاص نسيته حتى هذا اليوم.. ولابد من الاعتراف بأن معظم القصص المميزة أتت من قارئة مميزة دعت نفسها (خلود99) تستحق إخباركم بها .. بعد اختصارها وإعادة صياغتها: إذ يحكى ان امرأة زارت صديقة لها تجيد الطبخ لتتعلم منها سر "طبخة السمك" .. وأثناء ذلك لاحظت انها تقطع رأس السمكة وذيلها قبل قليها بالزيت فسألتها عن السر, فأجابتها بأنها لاتعلم ولكنها تعلمت ذلك من والدتها فقامت واتصلت على والدتها لتسألها عن السر لكن الام ايضا قالت انها تعلمت ذلك من أمها (الجدة) فقامت واتصلت بالجدة لتعرف السر الخطير فقالت الجدة بكل بساطة: لأن مقلاتي كانت صغيرة والسمكة كبيرة عليها... (ومغزى القصة :ان البشر يتوارثون بعض السلوكيات ويعظمونها دون ان يسألوا عن سبب حدوثها من الأصل) !! أما القصة الثانية فهي عن رجل وقف يشاهد فراشة تحاول الخروج من شرنقتها، وكانت تصارع للخروج ثم توقفت فجأة وكأنها تعبت، فأشفق عليها فقص غشاء الشرنقة قليلا ! ليساعدها على الخروج .. وفعلا خرجت الفراشة لكنها سقطت لأنها كانت ضعيفة لا تستطيع الطيران كونه أخرجها قبل ان يكتمل نمو أجنحتها... (ومغزى القصة : اننا نحتاج لمواجهة الصراعات في حياتنا خصوصا في بدايتها لنكون أقوى وقادرين على تحمل أعباء الحياة وإلا أصبحنا ضعفاء عاجزين) ! أيضا هناك قصة النسر المكتئب حيث كان هناك نسران يحلقان في الأجواء فأحس احدهما بالتعب فقرر فرد جناحيه والانزلاق بهدوء ولكنه لاحظ ان صاحبه مازال يخفق بجناحيه ويرتفع نحوه وكان ينظر له بغيرة وخوف من التفوق عليه .. وكانت الافكار السلبية تدور في رأسه وكل تفكيره كيف يستطيع ان يمنع صاحبه من التحليق الى الأعلى رغم ان صاحبه كان يدعوه للارتفاع والاجتهاد أكثر .. ومن فرط خوفه وحقده أخذ ينزع من ريشه ويرميه باتجاه صاحبه لعله يوقفه حتى سقط عاريا تماما... (ومغزى القصة أن الحقد والحسد أول ما يسقطان صاحبهما)... أما القصة الرابعة فتتعلق بأحد مديري الإنشاءات الذي ذهب الى موقع البناء وشاهد ثلاثة عمال يكسرون حجارة صلبة فسأل الأول: ماذا تفعل؟ فقال: أكسر الحجارة كما طلب رئيسي ... ثم سأل الثاني نفس السؤال فقال: أقص الحجارة بأشكال جميلة ومتناسقة ... ثم سأل الثالث فقال: ألا ترى بنفسك، أنا أبني ناطحة سحاب... فرغم أن الثلاثة كانوا يؤدون نفس العمل إلا أن الأول رأى نفسه عبدا، والثاني فنانا، والثالث صاحب طموح وريادة... (ومغزى القصة أن عباراتنا تصنع إنجازاتنا، ونظرتنا لأنفسنا تحدد طريقنا في الحياة) ... أيضا بالإضافة لهذه المشاركات ترشدنا الأخت خلود إلى قصص ذات مغزى ولكنها طويلة يمكن البحث عنها في الإنترنت باسم "مرقة رقبة بقرة علي القرقبي" و "الخيميائي" و "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي" وكذلك "الراهب الذي باع سيارته الفيراري" ... (والقصة الأولى بالمناسبة كتبها الدكتور محمد الرشيد أصلا في صحيفة الرياض ، فيما الثلاث الأخريات حسب علمي عناوين لكتب خاصة بتطوير الذات)!! ... وفي حين أشكر الأخت خلود على مشاركاتها المميزة أقدم (فوق شكري) اعتذاري من بقية القراء الذين شاركوني قصصهم الجميلة ولكن ضيق المساحة حال دون سردها وإخبار بقية القراء بها..