يأتي الصيف وتأتي معه العروض والمهرجانات السياحية الداخلية والخارجية ، ويبدأ كثير من المدن في المملكة في تفعيل نشاطاتها الصيفية رغم ارتفاع حرارة الجو في أكثر من منطقة، وفي بعض المدن نجد العروض تتسع أكثر وأكثر، وتبقى جدة رائدة في هذا المجال كونها تحاول النهوض وتخرج عن السياق الذي كانت عليه بقية مدن السعودية لا من الناحية السياحية بل وحتى من النواحي الأخرى: الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ولذلك دائما ما تصبح (جدة غير)، فهل ما تطرحه هذه المدينة (الغير) نجح في إرضاء المواطنين ، وهل لبت العروض السياحية الكثير من متطلبات السائح السعودي؟. حكر على الرجال رجل الأعمال سلمان السالم وصف المهرجانات المحلية بأنها عبارة عن قنوات لضياع المال العام في ظل التخطيط السيئ للفعاليات والتي تقدم للمواطن بشكل عشوائي دون تنسيق مسبق واستفادة من الأخطاء السابقة والتي عادة ما تلاحق البرامج الترفيهية سواء على صعيد الحفلات الغنائية أو غيرها مشيراً إلى ضرورة أن تخصص داخل القاعة أماكن مخصصة للعوائل حتى تستمتع ولا يكون المهرجان حكرا للرجال خاصة للأسر التي تأتي من بعض المناطق القريبة من عروس البحر وتفتقد لوجود الترفيه . ارتفاع اسعار وقال محمد العمري - موظف علاقات عامة -: بأنه قرر العام الماضي أن يقضي الإجازة الصيفية وأسرته متنقلا بين مناطق المملكة بعد أن تابع إعلانات المهرجانات عبر وسائل الإعلام المختلفة رغم أن تلك الرغبة لم تلاق الترحيب من الأسرة على اعتبار أن كل شيء محلي إمكانياته ضعيفة ، وأضاف حقيقة فوجئت بارتفاع الأسعار في كل مستلزمات الأسرة الضرورية سواء السكن في الفنادق والاسترحات وأسعار الوجبات فقد صرفت خلال شهر أكثر من عشرة آلاف ريال مع أن الصرف كان في أضيق الحدود مؤكدا على أنها تجربة وحيدة لن تكرر أبدا في المستقبل. انخفاض المستوى وعلق سالم بادويلان - مؤسسة تحلية المياه - بقوله : إن بداية المهرجانات الصيفية كانت بدايتها ضعيفة وتدريجيا بدأت تتحسن بشكل متوسط إلى أن انخفض مستواها بشكل كبير وأصبحت لا تحمل من معنى الترفيه سوى الاسم فقط، فالاحتفال الرسمي لانطلاقة فعالياته أجمل ما يحدث وأحرص على متابعته لأنه يظل أفضل ذكرى للمهرجانات الصيفية، وأضاف " أن المهرجانات للدول القريبة منا تحظى بحضور جماهيري من السعوديين لأن المنظمين حريصون على وضع الفعاليات التي تناسب الأسرة بمختلف أعمارها ومستوى الميزانية بمعنى أنها تراعي كافة المستويات فلا تشعر الأسرة بضعفها المادي أمام الترفيه المتاح أمامها وتتميز بالتنوع في برامجها سواء التسويقية أو الترفيهية. الكورنيش غير نظيف وذكرت أم عماد الحسيني – معلمة - بأن مواقع الترفيه الواقعة على الكورنيش تفتقر للنظافة فالحيوانات منتشرة والحشرات تملأ الفضاء من حولك والباعة المتجولون يبيعون المأكولات مفتقدين أبسط وسائل السلامة الصحية مشيرة في حديثها إلى أن المسؤولين في الأمانة يتجاهلون حاجة المواطن البسيط لوجود أماكن للجلوس خالية من الفضلات والتي يكون مضى على وجودها أكثر من أسابيع فعمال النظافة يلاحقونك بحثا عن البخشيش حتى يهيئوا المكان لجلوسك للاستمتاع بجمال البحر، موضحة بأن تجربة الترفيه المحلية من خلال المهرجانات ليست بالقرار الصائب أبداً من واقع تجربتها الشخصية وتجارب أقاربها والذين يفضلون الاستدانة للترفيه الخارجي بدلا من الترفيه المحلي والذي يوازي بمصروفاته مصروفات السفر ما بين تذاكر ومعيشة في إحدى الدول العربية القريبة منا .