قطعت صناعة السياحة في المملكة شوطاً كبيراً خلال الأعوام القليلة الماضية والشاهد على ذلك تلك الرقاع السياحية الموزعة بامتداد وطننا الحبيب، ففي عاصمة المملكة «الرياض» تقف منطقة الثمامة كأبلغ دليل على هذه النهضة السياحية حيث اصبحت واجهة سياحية ومتنفساً لقضاء أمتع الأوقات لأهالي الرياض وزواهار. وتشهد المنطقة تطوراً كبيراً على صعيد المشروعات السياحية والسكانية والترفيهية التي تنتشر في جوانبها الشاسعة كمتنفس هام وحضاري للعاصمة، واعتبر خبراء الاستثمار العقاري السياحي والترفيهي والمنتجعات السياحية ان هذه المنطقة تعد واحدة من أهم مناطق الجذب الترفيهي والسياحي والاستثمار العقاري في منطقة الخليج لما تتمتع به من موقع متميز يجمع بين قربها لمدينة الرياض 20 كيلومتراً وقربها من منطقة الجنادرية التاريخية التي تستضيف سنوياً وعلى مدى 20 عاماً متتالية المهرجان الوطني للتراث والثقافة. وقبل فترة قصيرة دشن بها الأمير سلمان بن عبدالعزيز واحداً من أكبر متنزهات العاصمة وهو متنزه الثمامة الذي يلقى عناية واهتماماً خاصين منه وتشرف على تطويره الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وهذا المتنزه بما يضمه من فعاليات ترفيهية وسياحية يعطي هذه المنطقة أبعاداً جديدة ويجعلها منطقة جذب استثماري للسنوات القادمة. السياحة بالرياض أظهرت دراسة أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حول متنزه الثمامة، اتجاه رغبات السكان الترفيهية نحو المناطق الصحراوية حول مدينة الرياض لتوفير المرافق الترويحية. وأشارت إلى ان المراكز والمدن الترفيهية التي تم انشاؤها في ضواحي العاصمة، لا يشتمل أي منها على مرافق ترفيهية رئيسية مثل العربات المعلقة (التلفريك) وحديقة السفاري والحدائق النباتية، كما تفتقر إلى أنشطة رياضة المغامرات والأنشطة الملائمة لفئة الشباب والعزاب. كما أظهر مسح سوق السفر الذي أجرته الهيئة العليا للسياحة أخيراً، عدداً من الحقائق حول رغبات السكان السياحية والترفيهية في الرياض، وكان من أبرزها: ارتفاع الرغبة في رحلات الترفيه، خصوصاً المرتبطة بالعائلات أعلى بكثير مما كان عليه الوضع في السابق، وتفضيل الأسر الإقامة في منازل خاصة بدلاً من الفنادق، اضافة إلى تفضيل العائلة زيارة مراكز الترفيه والمتنزهات ومناطق الرحلات. كما كشف المسح عن اهتمام السياح والمتنزهين بالتعرف على أنماط الحياة التقليدية اثناء الرحلة، على اعتبار ذلك أحد أكثر الأنشطة المرغوبة التي يود الزائر القيام بها اثناء رحلة الترفيه، مما يؤكد ان الطلب المحلي على أماكن الجذب الطبيعية يبدو أعلى مما هو عليه الآن، لذا يتوقع ان تتنامى السياحة المبنية على الطبيعة والبيئة في الرياض بعد حصولها على الترويج والتسويق المناسبين. الترفيه في الرياض يشار إلى ان الخطة التنفيذية للاستثمار في متنزه الثمامة، تضمنت اجراء مسح لسوق الترفيه والترويح في مدينة الرياض، حيث تم مسح 500 مستخدم حول أنشطة الترفيه القائمة والمرغوبة، وكشف المسح عن مجموعة من الحقائق، منها: ان الأنشطة الترفيهية الشعبية النموذجية لسكان الرياض والمناطق المجاورة لها، تنحصر في زيارة كل من: مراكز الترفيه «متنزهات الملاهي»، الرحلات، زيارة حديقة الحيوانات، التخييم، زيارة الحدائق العامة، والمنتجعات والمزارع الخاصة. كما أظهر المسح ان 87 في المائة من سكان الرياض و83 في المائة من سكان المناطق المجاورة لها يقومون بزيارة مراكز وحدائق الترفيه بغرض التسلية والترفيه. فيما بلغت النسبة للذين يقومون برحلات للترفيه 83 في المائة لسكان الرياض و94 في المائة لسكان المناطق المجاورة. وبلغ متوسط الإنفاق على رحلة الترفيه نحو 150 ريالاً. وفيما يتعلق بزيارة السكان لحديقة الحيوان، أوضح المسح ان 79 في المائة من سكان الرياض زاروا الحديقة مقابل 67 في المائة من سكان المناطق المجاورة. أما رحلات التخييم البرية فصرح 63 في المائة من العيّنة عن قيامهم برحلات برية، وقدر متوسط الإنفاق على الرحلة الواحدة بنحو 550 ريالاً. نصيب متنزهات المدينة كان مقارباً لما سبق في نتائج المسح، حيث أوضح 68 في المائة من سكان الرياض و74 في المائة من المناطق المجاورة، أنهم قاموا بزيارة متنزهات المدينة للترفيه والتسلية، وبلغ متوسط الإنفاق على هذا النشاط نحو 100 ريال للرحلة الواحدة. وتناول المسح الذي أجرته الهيئة عدداً من المؤثرات في رغبات السكان السياحية والترفيهية في الرياض، حيث بيّن ان الأصدقاء والأقرباء ووسائل الإعلام هي مصادر المعلومات الأساسية عن أماكن الترفيه في المناطق المفتوحة لجميع العينة، وتعد عطلات نهاية الأسبوع والاجازات وأحوال الطقس، الأكثر تأثيراً في تحديد توقيت الزيارات لمرافق الترفيه، اضافة إلى أن معظم رحلات الترفيه تتم سوياً مع الأسرة أو الأصدقاء في مجموعات بين خمسة إلى عشرة أفراد. وانتهى المسح إلى تحديد عدد من الاهتمامات البارزة لسكان الرياض فيما يتعلق بمرافق الترفيه في المناطق المفتوحة، وتضمنت الافتقار إلى أنشطة رياضة المغامرات والأنشطة الملائمة لفئة الشباب والعزاب، ومحدودية فرص الترفيه بسبب العادات الاجتماعية، وارتفاع أسعار مرافق الترفيه. وأجمع معظم أفراد عينة المسح على الحاجة إلى متنزه ترفيهي ضخم، ومرافق ترفيهية خاصة بفئة الشباب والعزاب في مدينة الرياض، أو بالقرب منها. فالمنطقة تتوافر فيها وبشكل مستو تماماً مع توافر البنية التحتية الأساسية ملايين المترات المربعة التي تصلح لإقامة تجمعات سكنية وترفيهية خاصة ان المنطقة ذات طبيعة جغرافية متميزة بكثبانها الرملية وروضاتها وأوديتها كما انها قريبة من نادي الفروسية ونادي سباق الهجن. ويرى المتنزه بما يضمه من فعاليات ترفيهية وسياحية يعطي لهذه المنطقة أبعاداً جديدة ويجعلها منطقة جذب استثماري للسنوات القادمة. ومنطقة الثمامة وبصورتها الراهنة تشكل علامة بارزة بين معالم منطقة الرياض ومعلماً جمالياً حيث تجد الملاهي الخاصة بالأطفال وأماكن تأجير الخيول وتأجير الدبابات الصغيرة والمطاعم وسوبر ماركت وكل ما يحتاجه الشخص لقضاء نزهة برية. أماكن الترفيه ولا يكاد يخلو أي رقعة فيها من الشاليهات والمتنزهات العائلية التي تلبي احتياجات الأسرة السعودية لما تحويه من خدمات ومرافق متميزة والتي من شأنها اضفاء متعة في التنزه وخصوصاً للأطفال، ومن ذلك ما يوجد بها من بحيرات للقوارب وألعاب مائية وحديقة للحيوانات وملاهٍ وألعاب تحكم، وقطارات للأطفال وغيرها من الألعاب الممتعة والمشوقة، أما بالنسبة لبقية أفراد العائلة فإنه يوجد بها خيام مفروشة ومكيفة، اضافة إلى جلسات مفروشة ومهيأة بطريقة تحافظ على الخصوصية. ولقد استطاعت المنتزهات والشاليهات في الثمامة خلال فترة الصيف من جذب وتلبية رغبات ساكني مدينة الرياض وزائريها بسبب الخدمات المقدمة بالشكل المطلوب مما أدت إلى اجتذاب العديد من الباحثين عن الترفيه لهم ولأبنائهم وكذلك استقطاب سكان المدن الأخرى المجاورة لمدينة الرياض لما تقدمه من مسرحيات وعروض ترفيهية وقربها من بعضها مما جعلها تسمى «بكورنيش» مدينة الرياض. كما يوجد في الثمامة أماكن لهواة (التغريز) أو ما يسميه البعض (التطعيس) فبعد ان تخف حرارة الشمس وفي وقت العصر يبدأ تجمع الناس وبشكل مكثف عليها. أما في المساء فتنقلب الثمامة إلى عرس من الأنوار تكاد لا تصدق الذي تشاهده من كثرة روادها جلوسهم في أماكن متفرقة منها لكونها ملاذاً لطالبي الراحة والهدوء والجو العليل. ولشهرة هذه المنطقة في الرياض بدأ الاخوة العرب من المقيمين والأجانب في ارتيادها وقضاء أوقاتهم بعيداً عن صخب المدينة. لأنها اصبحت البديل المناسب لهم وللمواطنين من أهالي مدينة الرياض وخارجها وخاصة في فترة اجازة الصيف لقضاء أمتع الأوقات دون تكاليف باهظة الثمن وكذلك تجمع الأصدقاء والعوائل بخصوصية تامة. ويعد هذا غيضاً من فيض وقد حاولت «الرياض» رصدها بالكلمة والصورة لتبصرة المواطنين والمقيمين بالامكانات السياحية التي تذخر بها بلادنا الغالية.. واسهاماً منها في دفع عجلة الترويج السياحي الداخلي والذي هو يعد مطلباً في الوقت الراهن. وفي استطلاع أجرته «الرياض» مع عدد من المتنزهين اكدوا على أهمية وجود مثل هذه المتنزهات والاهتمام الكبير بها لدعم هذه المنطقة التي اصبحت مكاناً مناسباً للنزهة. وأضافوا بأنهم يجدون وأسرهم وأطفالهم متعة بالغة في قضاء الأوقات فيها برفقة أسرهم وأقاربهم باعتبارها مكاناً مناسباً لتجمعهم. وأشاروا إلى ان الثمامة وفرت عليهم عناء السفر إلى المناطق الأخرى بالمملكة أو خارجها وصرف مبالغ طائلة لوجود البحيرات والأماكن الراقية فيها.