بدأ الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس زيارة تستمر يومين الى سوريا يجري خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد، قبل زيارة الى لبنان الذي يشهد توترا على خلفية المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان المحادثات بين الاسد والملك عبدالله ستتناول "العلاقات الثنائية وآخر التطورات على الساحتين العربية والدولية". وسيتوجه الملك عبدالله الى بيروت غدا في زيارة يجري خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانيين. وأعلن مسؤول حكومي لبناني كبير لوكالة فرانس برس الاربعاء ان الاسد سيتوجه الجمعة الى بيروت مع الملك عبدالله في إطار الجهود التي تبذل لتهدئة الوضع المتوتر في لبنان. وستكون هذه الزيارة التي لم تؤكدها دمشق، الاولى التي يقوم بها الرئيس الاسد الى لبنان منذ اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط - فبراير 2005. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "أبلغنا انه سيسافر مع الملك عبدالله". وتعود الزيارة الأخيرة للرئيس السوري الى لبنان الى 2002 عندما شارك في القمة العربية في بيروت. وكان الملك عبدالله قام في تشرين الاول اكتوبر 2009 بأول زيارة رسمية الى سوريا منذ توليه سدة الحكم، متوجا بذلك التقارب بين البلدين. كما زار الاسد الرياض في كانون الثاني يناير الماضي. ويصل الملك عبدالله الى دمشق بعد محادثات أجراها في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك. ونقلت صحيفة الأهرام الحكومية المصرية امس عن المتحدث الرسمي باسم الرئيس المصري سلمان عواد قوله ان "عملية السلام ولبنان يتصدران أجندة المشاورات". واضاف ان "جدول اعمال القمة تناول العديد من الموضوعات المهمة مشيرا الى ان عملية السلام وجهود دفعها تأتي في بؤرة تركيز هذه المشاورات وكذلك الوضع في لبنان والعراق والخليج". واشار ايضا الى "المواجهة بين الغرب وإيران حول الملف النووي الايراني والوضع في اليمن وكل المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية". وتأتي جولة الملك عبدالله بينما تدفع الولاياتالمتحدة ومعها الاوروبيون باتجاه استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وستعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعا في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبت في مسألة استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية، قال وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز الخوجة ان الملك عبدالله يقوم بهذه الجولة للبحث في "سبل تنقية الأجواء وتعزيز العلاقات العربية العربية وتوحيد صف الأمة وجهودها أمام ما يواجهها من تحديات". وأضاف ان محادثات الملك عبدالله ستتناول "مجمل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين والاوضاع الراهنة في العراق ولبنان والسودان والصومال وأهمية الحفاظ على سلامة جميع الدول العربية ووحدة أراضيها وتحقيق السلام والأمن لشعوبها". واشار خصوصا الى "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار ومصادرة لممتلكاته وتهديم لمنشآته وتهجير من أراضيه وكذلك عملية السلام المتعثرة والجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة القادرة على الحياة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس". وسيزور الملك عبدالله الاردن الجمعة للقاء الملك عبدالله الثاني لبحث التطورات في الشرق الأوسط حسبما أفاد مصدر أردني مسؤول لوكالة فرانس برس الاثنين. وكان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بحث الثلاثاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في عمان في عملية السلام. وهي المرة الثانية التي يلتقي فيها نتانياهو الملك عبدالله الثاني رسميا في الاردن منذ توليه منصبه العام الماضي. ويرتبط الاردن منذ 1994 بمعاهدة سلام مع اسرائيل.