في فترة سابقة كان الشعر قليلا لقلة عدد الشعراء وعلى الرغم من ذلك كان هناك إنتاجاً شعرياً مبدعاً بكل المقاييس. مع مرور الوقت بدأ الشعر يأخذ حيزاً من الكثرة ويتزايد شيئاً فشيئاً حتى أصبح كما نراه الآن من الكثرة بل الزحمة الشعرية. شعراء كثيرون وقصائد كثيرة والإنتاج الشعري متزايد يوماً بعد يوم وهذه بلاشك ظاهرة أصبحت سائدة ومتفشية بشكلٍ كبير في أوساط الشعر الشعبي بشكلٍ خاص. عندما أقول انتاج الشعر الشعبي الكثير فهذا يعني أننا أصبحنا نبحث عن الكم تقريباً لا عن الجودة وهذا هو الخطأ إذ إنه من المفترض أن يكون الإنتاج قليلا ولكن الجودة والإبداع كبيران ولكن مع ثورة الإعلام الشعبي بكل قنواته بدأً بالمقروء ومن ثم المسموع والمرئي وزاد على ذلك ظهور القنوات الفضائية الشعرية التي أبرزت الشعر وزادت من انتاجه أصبح الإنتاج كبيراً جداً بل أصبحت لدينا متاهة حقيقية في المتابعة والبحث عن الجيد في خضم ذلك الإنتاج. وعندما يهيمن الشعر بقوة على الساحة الأدبية الآن فهذا بلاشك يعد جيداً إذا كان يصل بنا إلى رقي ثقافي وينهض بالذائقة التي أصبحت من وجود الراقي والمبدع الا في نطاق ضيق والسبب هنا يعود إلى الانتاج الكثير والمتدني وهذا حال الساحة الشعبية الآن والدليل على ذلك ما يعكسه إعلامنا الصحفي من نشر قصائد لا ترقى إلى أن نقول عنها مبدعة أو ما يقدم من خلال الإذاعة من مشاركات قد تكون شبه معدومة بمعنى أن لا يوجد ما يشبع ذائقة المستمع حالياً وكذلك ما يقدم عبر تلك القنوات الفضائية المتعددة التي ظهرت بين يوم وليلة لتطل على المشاهد من دون إعداد راقي للماده الإعلامية التي تٌقدم بل تحرص على الظهوركيفما أتفق معدوها ومقدموها مع إهمال المادة الأساسية التي يجب أن تكون راقية وهناك أيضاً تلك السيطرة الشللية التي لازالت على أغلب المجلات التي يٌقال بأنها شعبية وهي في نظري خلاف ذلك لأنها دعائية أكثر من شعرية أو ثقافية والدليل صور أغلفتها المغريه فهي تقدم الشعر أيضاً كيفما إتفق أصحابها وحسب أهوائم. نعم نحن الآن أصبحنا الاكثر إنتاجاً للشعر ويكفينا مواقع الشعر في مختلف المواقع الإلكترونية في الشبكة العنكبوتية التي أصبحت مكاناً رحباً لمن رفضتهم الصحافة الشعبية وخصوصاً في المجلات ومن هنا فإن ذلك الإنتاج يسير وفق منهجية متزايدة من دون إبداع كتابي ومن دون دعماً لرقي الذائقة القرائية التي أصبحت مفقودة الآن.. ولذلك أصبح الشعر الآن بالكم وليس بالكيف والمهم هو الإنتاج. أخيراً: لك صورةٍ مثل القمر عاليه فوق سيد البها والملح.. يزداد ذوقي حسيبك الله.. والحشا فيك معلوق ناظر تبسم.. عل قلبي يروقي