يكثر الجدل الآن عن ثقافة الشاعر ومدى ما وصل إليه خصوصا اذا ما طلب توظيف تلك الثقافة في كتابته القصيدة، التي تعكس حقيقة تلك الثقافة التي من المفترض أن تكون لدى الشاعر. الشاعرالجيد بالطبع هو الذي يطيل الوقوف أمام منابع متعددة من الشعر القديم وشعرائه، وهذا يدعم الشاعر بلا شك في اكتساب إمكانات قوية في صياغة القصيدة، كما أن هناك شيئاً مهماً يجب أن يدركه الشاعر تماماً وهو عملية الثقافة التي لا تأتي إلا بالاطلاع الدائم والقراءة المتواصلة لكل ما يختص بالشعر وكتابته في هذا الوقت الذي أصبحت الثقافة مطلبا مهم من مطالب تطور كتابة النص الشعري المبدع. ولعل ثقافة الأدب الشعبي مهمة للشاعر الذي يريد تقديم الجديد المبدع من خلال القصيدة؛ لأنها بثقافة الشاعر ترقى للذائقة بلاشك، ومن هنا أجد أن الشعر الشعبي القديم ضروري بالنسبة إلى الشاعر الجديد، وهو بحاجة ماسة إلى التراث الشعبي الذي يساعده ويعمق اتجاهه، ما يجعله أكثر ادراكا ووعيا للكتابة الجيدة. وإذا عدنا قليلا الى الوراء وما كان عليه الشعراء من ثقافة لوجدنا ثقافة قليلة اذ لم تكن معدومة لدى الشاعر القديم أو بالأحرى ثقافة عصره الذي هو بالفعل استفاد منها، والا لما قرأنا قصائد لهم هي في غاية الإبداع، ومن المفترض هنا إن يكون الاتجاه الجديد للشعر الشعبي ذا صلة مع مدارس الشعر السابقة، وهذا بالطبع يدعم كتابة القصيدة الآن التي اصبحت معظمها لا يرقى لمستوى النشر أو الظهور الإعلامي. وبما أننا نبحث دائماً على ساحة الأدب الشعبي عن كل ما هو مبدع ويرقى بالذائقة القرائية، إلا أننا مازلنا بحاجة إلى ثقافة واعية وراقية تجسد الشاعر الشعبي ليصل من خلالها إلى شريحة كبيرة من القراء، الذين يريدون رؤية صورة ذلك الشاعر من خلال ما يكتب من قصائد، ولذلك فإن إطلاع الشاعر وتنمية ثقافته القرائية والكتابية ضرورية لإنتاج إبداع شعري يصل به إلى الجمهور. يبقى القول إن في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ أدبنا الشعبي يجب أن يحمل الشاعر فيها مسؤولية من نوع جديد. أخيراً : معقول هي ليلة.. بها شكل ثاني ودي بها تلمس.. كفوفي كفوفك هي ليلةٍ والشوق فيها دعاني همسك عذوبة.. والشعر في حروفك