سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التوفيق بين الرؤية والحسابات الفلكية ضرورة لا مفر منها.. وافتعال المشاكل بين الإسلام والعلوم الطبيعية عودة للعصور الظلامية فلكيون وشرعيون يتناولون التنجيم والحساب الفلكي في رؤية الهلال:
تحت رعاية مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل افتتح وكيل جامعة الامام لشؤون المعاهد العلمية رئيس اللجنة الشرعية الفلكية الدائمة بالجامعة الأستاذ الدكتور أحمد الدريويش صباح امس الاثنين الدورة الشرعية الفلكية الثانية التي تنظمها اللجنة الشرعية الفلكية بالجامعة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة العدل وتستمر لمدة ثلاثة أيام، وذلك في القاعة المستديرة في المعهد العالي للقضاء. ورحب الدكتور الدريويش في كلمته باسمه وباسم مدير الجامعة بالمشاركين في هذه الدورة من القضاة، والفلكيون، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة والأساتذة من مدينة الملك عبدالعزيز للعوم والتقنية وغيرهم، وأكد أنها ثمرة للتعاون القائم بين الجامعة والمدينة، وسأل الله أن يكون فيها ما ينفع ويفيد الوطن والمواطن. وأضاف " الجميع يدرك أهمية الفلك في تحديد الشهور، لذا نجد أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة بمعالي الرئيس والإخوة القائمين أولوا هذا الجانب اهتماما بالغاً، من خلال حرصهم على الاطلاع على الرأي الشرعي ليكون هناك تكامل، فبادرت الجامعة على عقد هذه الدورات التي يشرف عليها أساتذة متخصصون من الشريعة وعدد من المعنيين بدراسات الفلك في المدينة". وبين الدكتور الدريويش أن الدورة الأولى لاقت نجاحاً ملموساً وثناءً عاطراً من كافة من شارك فيها ومن الرأي العام الذي تابعها، وهذه الدورة هي امتداد لسابقها، وسأل الله أن يكون فيها ما ينفع ويفيد، ويعود على الجميع بالخير والفائدة. بعد ذلك بدأت فعاليات الدورة بمحاضرة بعنوان "مدخل لدراسة الفلك" قدمها أستاذ علم الفلك المشارك عضو اللجنة الدائمة (الشرعية الفلكية) وعضو قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور زكي بن عبدالرحمن المصطفى، استهلها بتعريف علم الفلك لغة واصطلاحاً، ثم تطرق إلى موضوع الهيئة وعرفه وأشار إلى أن علم الهيئة أعم من علم الفلك إذ أن علم الهيئة موضوعه السماء والأرض معاً أما علم الفلك فهو يبحث في الأفلاك الدائرة وسرعة دورانها وعن النجوم والكواكب والثوابت والسيارة. وبين أن الوقت الحاضر حدث لبس بين علمي الفلك والمناخ والفرق بينهما شاسع، ففي الوقت التي تكون نتائج علم المناخ توقعية مبنية على قراءات ومعطيات محسوبة بدقة نجد أن نتائج علم الفلك قطعية دقيقة. وزاد أن الحسابات الفلكية في وقتنا الحاضر دقيقة جدا من خلال الشواهد على تلك الدقة والمتمثلة في الخسوف والكسوف وشروق الأجرام السماوية وغروبها والظواهر الفلكية الأخرى مبينا أنها بنيت على أرصاد سابقة توارثتها الأمم وليست مبنية على تخرصات. من جانبه بين الدكتور عبدالله الخميس أستاذ كلية الشريعة أن العلماء المتقدمين في الاعتماد على الحساب في دخول الشهر من خلال قول اكثرهم ان الحساب من الامور الظنية القائمة على الخرص والتنجيم. واكد ان التوفيق بين الرؤية والحسابات الفلكية ضرورة لا مفر منها وأن الاستعانة بالمناظير والمكبرات والحرص على ترائي الهلال بين الدول الاسلامية أمر ينبغي الحرص عليه والعناية به. واشار الدكتور عبدالرحمن بن حمزة مغربي الى ان علم الفلك وحساباته لقرون طويلة علما اسلاميا وضع المسلمون كثيرا من قواعده واصوله وقوانينه، ثم جاءت عصور وافتعلت المشاكل بين الاسلام والعلوم الطبيعية تقليدا ومحاكاة لما حدث في اوروبا، لافتا الى ان هذا من المشكلات الثقافية المهمة التي اصابت الامة الاسلامية في عصور انحطاطها، مطالبا بمد الجسور التي هدمت بين هذه التخصصات.