أقرأ التعليقات في أكثر من موقع. أهمها موقعنا في جريدة الرياض. دون مدح للذات يعد موقع الرياض الإلكتروني الأفضل والأكثر مقروئية. اتمنى أن تصمم زاوية صغيرة على هامشه(على اليمين أو اليسار) يستطيع الكاتب أن يرد فيها على تعليقات القراء. بعض القراء يرى أنني مصر على الكتابة في موضوع واحد ويصرون أيضا بأنني أتهم المطاوعة بأي شيء يحدث في الكون. نقطتان أختلف فيهما مع هؤلاء. الأولى النظرة المبيتة. أي شيء اكتبه يفسره هؤلاء أنه ضد المتدينين ، النقطة الثانية المختلف عليها يرى بعضهم أنني مصر على نفس الموضوع( يا أخي ما تمل). حسب وجهة نظرهم يكون المقال عن القمر والكواكب والنجوم فإذا بي ألف الموضوع على المتدينين ، المسألة في ظني تقنية وسوء فهم مقصود. عند مخاطبة الإنسان العادي تحتاج إلى لغة مبسطة وحيوية ومليئة بشواهد الواقع. عندما أكتب بهذا المستوى من التبسيط يظن بعض القراء أنني أكتب في قضايا يومية زوالية وأحشر المتدينين فيها. إذا دقق القارئ سيرى أنني أكتب في قضايا ثقافية لاعلاقة لها بالدين. حتى مقالاتي عن المرور أو الكهرباء أو غلاء المهور هي مقالات ثقافية صرفة. أحاول أن ألمس رأس القضية لاأطرافها. بالنسبة لي قضية سياقة المرأة وقضية سفر المرأة وقضية عضل المرأة وغيرها في هذا السياق هي قضية واحدة. لا أكتب عن الخدمات. كثير من الكتاب يحاول إقناع صاحب القرار بحق المرأة في قيادة السيارة مشيرا إلى المليارات التي تخسرها البلاد على السائقين ،. قد يكون هذا الادعاء صحيحا وقد لا يكون. القضية بالنسبة لي قضية أخلاقية. حتى لو حدث العكس. ثبت أن سياقة المرأة سوف تكلف الاقتصاد الوطني مئات المليارات سوف أطالب بها. إذا كانت المسألة اقتصادية تستطيع الدولة أن تمنع استيراد الشراريب والطواقي والعقل. كم مليارا نخسرها في بضائع لافائدة منها. جوهر كل مقال أكتبه تطبيع الحياة في المملكة. ألاحق الشذوذ. أنقب عن مصدره. فرقة متخصصة تعادي أي تطبيع للحياة في البلاد. عندما نتكلم عن التعليم نجد هؤلاء في وجوهنا. عندما نتكلم عن الاقتصاد نجد هؤلاء في وجوهنا. عندما نتكلم عن المرأة نجدهم في وجوهنا ، عندما نتكلم عن الترفيه نجدهم بالمرصاد. عندما نتكلم عن العلاقات الدولية نجدهم يكفرون حتى الدولة. كل القضايا هي عرينهم الذي لا يمس. ما علاقة الدين بتحول إجازة الأسبوع من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت ، ما علاقة الدين بصراخ المايكروفونات؟ المواجهة في حقيقة الأمر بين المثقفين والاقتصاديين والخبراء والتكنوقراطيين ومن يسعى لخير هذا البلد ، وبين عقول تعادي أي تحريك ساكن. صممت هذه العقول تركيبة فقهية خاصة بها وتمترسوا خلفها. تفكيك هذه التركيبة يعطي انطباعا أن هناك مواجهة دينية. لا يوجد صراع ديني على صفحات الجرائد السعودية. قيادة هذا البلد متدينة بطبيعتها ولن تسمح بذلك. المسألة حضارية وحقوق إنسان وسعي محموم نحو العدالة. صراع تطبيع لأبسط مفردات العصر لا صراع تغريب كما يهولون.