شيّع آلاف من المصلّين سماحة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الغديان عضو هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. وقد صلي عليه في جامع الملك خالد في حي أم الحمام بالرياض عصر يوم أمس الأربعاء، وسط جموع غفيرة توافدت على الجامع منذ الساعات الأولى من بعد ظهر ذلك اليوم، وتم دفنه رحمه الله في مقبرة أم الحمام، غفر الله له ولموتى المسلمين ونفع بعلمه. وقد حضر للصلاة عليه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. وبقيت أعداد كبيرة خارج المسجد لم يتمكنوا من الصلاة عليه لكثرتهم ولعدم توافر مواقف لسياراتهم مما دعا الأكثرية لترك سياراتهم في الطرقات المحيطة، ومن لم يتمكنوا من الصلاة في جامع الملك خالد توجهوا للمساجد القريبة منه، ما حدا بالمساجد القريبة لإقامة صلاة الميت على الفقيد تحقيقاً لرغبات المصلين الذين لم يتمكنوا من الصلاة عليه في جامع الملك خالد. وتوفي الشيخ عبدالله الغديان عن عمر يقارب ال 86 عاماً، وولد سماحته عام 1345 ه في مدينة الزلفي، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في صغره على عدد من المشائخ منهم: الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز السحيمي، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغيث، والشيخ فالح الرومي، وتلقى مبادئ الفقه والتوحيد والنحو والفرائض على يد المعلم حمدان بن أحمد الباتل، ثم انتقل إلى الرياض عام 1363 ه فدخل المدرسة السعودية الابتدائية (مدرسة الأيتام سابقا) عام 1366 ه تقريبا، وتخرج فيها عام 1368 ه. وقد عين في بداية حياته العملية مدرسا في المدرسة العزيزية، وفي عام 1371 ه التحق بالمعهد العلمي، وكان أثناء هذه المدة يتلقى العلم على يد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمهما الله، كما يتلقى علم الفقه على الشيخ سعود بن رشود (قاضي الرياض)، والشيخ إبراهيم بن سليمان في علم التوحيد، والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم في علم النحو والفرائض، ثم واصل دراسته إلى أن تخرج في كلية الشريعة عام 1376 ه، وعين رئيسا لمحكمة الخبر، ثم نقل للتدريس بالمعهد العلمي عام 1378 ه، وفي عام 1380 ه عين مدرسا في كلية الشريعة، وفي عام 1386 ه نقل كعضو للإفتاء في دار الإفتاء، وفي عام 1391 ه عين عضوا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالإضافة إلى عضوية هيئة كبار العلماء. كما تلقى العلم على يد مجموعة من طلبة العلم في مختلف الفنون، ومن أبرزهم بالإضافة إلى من سبق: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وتلقى عليه علم الفقه، والشيخ عبدالله الخليفي في الفقه أيضا، والشيخ عبدالعزيز بن رشيد في الفقه والتوحيد والفرائض، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أصول الفقه وعلوم القرآن والتفسير، والشيخ عبدالرحمن الأفريقي علم المصطلح والحديث، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالفتاح قاري البخاري أخذ عنه القرآن برواية حفص عن عاصم. عرف عنه رحمه الله تدريسه الفقه وأصوله وقواعده، والحديث ومصطلحه، والتفسير وعلومه، والعقيدة، والفقه في حلقات منتظمة غالب أيام الأسبوع حسب ظروفه من بعد المغرب والعشاء، وأحيانا من بعد صلاة الفجر وبعد العصر، ومن عام 1395 ه كان - بالإضافة إلى عمله في الإفتاء- يلقي دروسا على طلبة الدراسات العليا في جامعة الإمام وكلية الشريعة في الفقه والأصول وقواعد الفقه، وتلقى عليه العلم عدد كثير من طلاب العلم. رحم الله الشيخ الغديان رحمة واسعة, وأسكنه فسيح جناته, ومَنَّ عليه بمغفرته ورضوانه, وجزاه عما قدّم للإسلام والمسلمين خيراً.