أشار الدكتور محمد بن خير البقاعي من السودان الشقيقة، إلى أن الحديث عن الرياض حديث ذو شجون، تناول فيه البقاعي عبر مدخل المدن الواقعية، والمدن المتخيلة، مستعرضا أن الرياض الواقعية لم تتجاوز المتخيل، مؤكدا أنه لم يجد إلى اليوم رواية سعودية أو قصيدة تصف الرياض واقعيا، مقارنة بالمدن العالمية التي اشتهرت إلى جانب شهرتها، والتي يمكن للقارئ أن يبني مدينة من عمل إبداعي..متسائلا بقوله أين الإبداع الأدبي الذي يمكن لنا من خلاله كقراء لم نشاهد الرياض أن نشاهدها في كتاباتهم الأدبية. د. عزالدين: الرياض الناس والرياض المكان ..حكاية عشق امتدت لثلاثة عقود ومضى البقاعي مستعرضا ما لامسته يداه من مجلات سعودية كانت تخرج إلى الخارج ناقلة الكلمة المحلقة عن المشهد الثقافي في المملكة، مستشهدا بمجلة الفيصل، ومجلة عالم الكتب، مستحضرا ما تركته في نفسه من أثر أدبي، حرض في نفسه معرفة القائمين عليها، وحضور مجالسهم فيما بعد. وقال البقاعي: كنت أتوهم وأنا خارج مدينة الرياض بأنها من المدن الطاردة للعلاقات الإنسانية، إلا أنني عندما عشت في الرياض وعرفتها من الداخل، وتشربت واقع الحياة في هذه العاصمة، وجدت أن الرياض جاذبة لمختلف العلاقات الإنسانية، ففي الرياض بدأت علاقاتي الإنسانية ونمت مع مختلف شرائح المجتمع، مما جعلني أقوم حاليا بكتابات تاريخية أتناول فيها جانبا من تاريخ المملكة عبر تاريخ العاصمة الرياض، عطفا على ما شرفت به من العمل في الموسوعة التاريخية مع فريق عمل متخصص، وهذا ما يمكن أن أسميه بنقطة الانطلاق الشخصية لي في الكتابة عن تاريخ هذا البلد المعطاء قبل أن أغادره ذات يوم..مختتما حديثه بما شكله الوهج الثقافي، وما تحتضنه الرياض من مناسبات ثقافية على المستوى الرسمي وعلى مستوى المؤسسات الثقافية والصالونات الأدبية التي أصبح أحد مرتاديها بشكل مستمر. أما الأستاذة ليلى عساف، فقد وصفت الرياض في عينها عبر نص سردي، مما فاضت به مشاعرها تجاه الرياض العشق، وخط أفق الحياة والخيال..مستشرفة الرياض في لون القمر الفضي، وفي زخات المطر، وفي شروق الشمس وساعات أصيلها..مما جعل الرياض معلقة على جدران قلبها، متجذرة بعشقها في سعادة قبلها، التي لا يمكن أن تحيل عشق الرياض إلى ما يشبه خريف الأشجار..مستعرضة في حديثها ما لمسته في لوحات التشكيليين والتشكيليات من المملكة من عشق وانتماء وإبداع يجسد حقائق مشاعرهم تجاه هذا الجزء الغالي من وطنهم ..معرجة في حديثها على العديد من اللقاءات التي جمعتها بتشكيلات سعوديات وشاعرات وقاصات.. مختتمة حديثها بأنها ستظل تذكر الرياض بعد أن عاشت فيها سبعة عشر عاما، حاملة معها الرياض التي تشربت عشقها وسكنت قلبها. من جانبه شرع الدكتور محمود عبدالعزيز، في حديث عن الرياض عبر الذكريات التي عاشها في العاصمة، ليكون شاهدا على فترة زمنية وصفها بأنها مدينة غربية بإنسانها الجسور الذي استطاع أن يتحدى الصحراء، ويواكب التطور المعاصر، وواصفا الرياض بالسريعة لما أصبح فيها المثقف ينجزه من صراع ثقافي لمسابفة عامل الزمن وإيقاعه العصري السريع..إلى جانب ما تتميز به الرياض من مشاريع عملاقة عالمية حيوية وعصرية، عطفا على ماتجده من رعاية واهتمام وتنمية من قبل قيادتنا، أسوة بغيرها من مناطق المملكة.ومضى محمود مستعرضا الرياض عبر وسائل الإعلام، وما واكبها عبر الحياة الاجتماعية في الرياض، وما صاحب ذلك من حركة إعلامية على مستوى الصحافة والإذاعة والتلفزيون، مستشهدا بالعديد من البرامج الإذاعية، وصفحات الصحف التي كانت تساير إيقاع الحياة المكانية والاجتماعية في العاصمة، إلى جانب ما أحدثته البرامج التلفزيونية داخل إيقاع الحياة الاجتماعية على مستوى الأسرة من جانب، وعلى المستوى الجمعي من جانب آخر..مؤكدا على أهمية القيام بدراسات تتناول واقع الإعلام والمجتمع في العاصمة، واصفا هذا بما يشبه المنجم للدراسات الإعلامية التي تدرس الإنسان في مسيرة الإعلام في المملكة عامة وفي الرياض خاصة. د.البقاعي: لم أجد إلى اليوم رواية سعودية قدمت لنا واقعية الرياض أما الدكتور عزالدين موسى، فقد وصف مشاعره تجاه الرياض، أين كانت وكيف أصبحت، عبر مشاهدات مقيم، يتأمل تفاصيل الحياة آنذاك وحتى يومه هذا..متذكرا مجيئه الخائف إلى الرياض عطفا على ما عاشه من مواقف مخيفة في عدد من المدن العربية التي عاصرها وعاشها. وقال عزالدين: عندما وصلت الرياض توقعت مغادرتها سريعا، لما كنت أحمله من صورة سلبية لمدن عربية، إلا أنني بدأت ألتمس في حي (العجلية ) كتابات الجدران التي أوحت لي بأفكار سياسية بحتة لبعض الأحزاب في العالم العربي كالشيوعية..ومن الجدران إلى بعض الأعلام الملونة التي كان يتوقعها شعارات لممارسات اجتماعية ليكتشف فيما بعد أنها لجماهير المباريات التي كانوا ينصبونها على بيوتهم قبيل المباريات وبعده. ضيوف الأمسية في جولة بالمعرض الفني ومضى عزالدين مستحضرا العديد من المواقف الكوميدية، في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية في الجامعة والشارع، وعبر المعاش في الحياة اليومية، وما شكلته لديه من حس اجتماعي جعله منغمسا في أعماق المجتمع السعودي، الذي أحال الرياض الناس والرياض المكان عشق يتجسد في ثلاثين عاما من سكناها. وفي حديث ل(ثقافة اليوم) قال نائب الأمين العام للدارة الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي، بأن مشاركة الدارة في فعاليات الأسبوع الثقافي عن الرياض الذي يقيمه النادي، تأتي من منطلق اعتادت عليه في مختلف المناسبات الوطنية، مشيرا إلى أن الدارة حريصة على مد شراكات من المشاركات مع مختلف الجهات عبر مختلف المناسبات، عبر مشاركات متنوعة تلامس الكثير من اهتمامات المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي بوجه عام. جاء ذلك خلال الأسبوع الثقافي الذي يقيمه أدبي الرياض تحت عنوان ( أسبوع الرياض الثقافي) التي قدمها رئيس النادي الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي، ضمن أولى أمسيات الأسبوع الثقافي الذي انطلق ليلة البارحة بأمسية بعنوان ( الرياض في عيونهم) بمشاركة دارة الملك عبدالعزيز.