تسعى وزارة التعليم إلى النهوض بتطوير التعليم شكليا فقد أوكلت مهمة التصميم والإخراج والطباعة إلى مكتبة العبيكان التجارية ( أين دور مطابع الوزارة الحكومية ؟؟ ) وسارت الوزارة نحو الآخر بهدف الوصول إلى التطوير ولم تلتفت للبيئة الاجتماعية التربوية للفرد الموجه له العملية التعليمية برمتها . وأخذت من مناهل الغرب المتقدم فكريا والمتأخر سلوكيا واجتماعيا والذي لا يتناسب مع الفكر العربي البسيط ، حيث ان الطالب العربي والسعودي بوجه الخصوص يفتقر إلى أساسيات التربية وطرق التعامل الاجتماعي والذي سينصب في صالح المجتمع والوطن (طالب متعلم ومتربي ومتفهم) . وقد حاولت الوزارة أن ترقى بالطالب بان تمنحه كتبا ومناهج تختلف مخرجاتها عن واقع المدرسة . إلا أن الوزارة الموقرة أهملت منفذ التغيير وسلبت منه صلاحيات ذلك التغيير وكأنه آله تصوير ينسخ تلك التعليمات دونما دور منه . إذا كانت الوزارة تريد أن تسلك مسلك التعليم الناجح فعليها أن تبدأ من القاعدة التعليمية التربوية وان تغير الفكر المترسخ لدى المجتمع والطالب بوجه الخصوص في أهمية ودور المعلم المربي . وكيف نربي أبناءنا ونعلمهم ومناهجنا وقراراتنا منصبة نحو التعليم فقط وإهمال الجانب التربوي الذي يقودنا نحو تعليم ناجح . فالطالب بلا تربية لن يفيد نفسه ولا وطنه ولا حتى مجتمعه الذي لا يحترمه أصلا ، فقد تربى الطالب في قاعات الدراسة على أن الكتاب هو المربي الأول والمعلم وسيلة لإخراج المعلومة من ذلك الكتاب الملون إلى الطالب المدلل . أين مسمى الوزارة من أعين صناعها أليست تسمى بوزارة التربية ثم التعليم . ومن ابحر في عالم مدارسنا سيجد العجب العجاب من تلك القضايا التربوية التي تقع كل يوم والوزارة في سبات عميق بين صفحات مناهجها الملونة (ومن زيادة اهتمامه بالمظهر طرحوا مسابقة تغيير شعار الوزارة بمعنى أن هدفهم وغايتهم هو الكتاب : لون وشعار وشكل وطباعة فاخرة وحركات وربما يضيفون أسماء المسؤولين في بداية كل كتاب من حقهم ) فتجد طالبا يتلفظ على معلمه وآخر يتحرش بزميله وطفل يرد على مدرسه وآخر يسكت مدير مدرسته وحركات يهتز منها عرش الرحمن تقع في فصول المرحلة الابتدائية فما بالك في مراحل المراهقة . والمشكلة أن الحق مع الطالب والنظام في صف الطالب والآباء مع الطالب والتربية قد غاب شمسها وطفئ نورها إن كنا نريد إخراج جيل يفيد مجتمعه فعلينا بالبدء بالتربية واحترام المعلم والوطن فان الطالب إذا تعلم منذ صغره على عدم احترام من ينهل له العلم فمن باب أولى انه لن يحترم من ينهل عليه الأمن والأمان ، تراكمات أخلاقية سيئة يتعلمها الطالب بتشجيع ومؤازرة من وزارة التعليم . إن الوزارة بحاجة إلى إصدار قوانين وأنظمة موجهة للتربية وان تطرح مناهج في التربية من حب للوطن واحترام للمعلم وتضحية للمجتمع هنا تكتمل العملية التعليمية التربوية فالعلم سيجده في أي مكان من مسجد أو نت أو كتاب في مكتبة أما التربية فإنها بالممارسة وليست بالقراءة . أطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين فقط اختصر مقالي هذا بكلمات قال فيها : «إخواني رجال التعليم لابد وأنتم تتحملون المسؤولية، مسؤولية أجيال، أن أتمنى لكم تحمل هذه المسؤولية بجد واجتهاد وتحسون بمسؤوليتكم، وهذه إن شاء الله أعتقد أنها فيكم، ولكن أتمنى أن تزداد هذه المسؤولية وأن تربوا أجيالنا الحاضرة والمستقبلة - إن شاء الله - على الخير وعلى العدل والإنصاف وخدمة الدين والوطن بصبر وعمل». وأن تربوا أجيالنا وأن تربوا أجيالنا وأن تربوا أجيالنا ...