شهد استفتاء صحيفة "الرياض" الرياضي لنجوم موسم 2010 في هذا الموسم مشاركة ما يقارب ال 150 خبيراً رياضياً ما بين إعلاميين وإداريين ومدربين ومحللين ومعلقين ولاعبين سابقين، وكقارئ خرجت من هذا الاستفتاء بنتائج أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها هائلة. فاستفتاء موضوعي ومباشر مثل الذي طرحته صفحات "دنيا الرياضة" قدم في رأيي أكثر من نتيجة فإضافة إلى منح المتفوقين والمميزين في هذا الموسم حقهم المعنوي في ظل تخبط الاستفتاءات التي تجرى يميناً وشمالاً دون الاعتماد على آلية واضحة ومعلنة. قدم لنا من الجهة الأخرى استفتاءً لبعض العقول التي تعمل في الوسط الرياضي والطريقة التي تفكر بها وتعمل وتتعامل من خلالها. في هذا الاستفتاء قدم نسبة كبيرة من المشاركين المنطق والعقل والموضوعية فجاءت إجاباتهم مثالية ومتوقعة بل ومتشابهة إلى حد ما وإن اختلفوا فلا يتجاوز الاختلاف اسمين أو ثلاثة على الأكثر. فيما فضل بعض المشاركين تغليب ميوله وربما عاطفته على الموضوعية فأخذ يستحلب نجومية لأحد لاعبي فريقه المفضل أو منسوبيه ليقدم اسمه بدلاً من أحد نجوم الموسم الذين يلعبون للفريق المنافس مثلاً وإن لم يجد بحث عن لاعب في فريق آخر نكاية بالفريق المنافس مما يعطي انطباعاً بأن التعصب الذي طالما اتهمت به الجماهير بات يسري في دماء معظم الرياضيين، أما ما أضحكني كثيراً من باب شر البلية ما يضحك فهي ردة فعل أحد الإداريين الذين أخذ رأيهم في نجوم الموسم حينما قال رداً على أحد الزملاء الذي استغرب اختياره لأسماء احتياطية وذات مستويات عادية وجميعها من فريق واحد :" أخاف يزعلون علي أعضاء شرف وجماهير فريقنا" وتلك عينة لا أعممها ولكنها كانت موجودة للأسف. أما الطامة الكبرى في نظري فحدثت أثناء نقاشي مع أحد الإعلاميين والذي يعد نفسه من الكتاب المحايدين ففي أثناء تعبئتي للاستمارة الخاصة به وأنا أحادثه على الهاتف كان مسترسلاً في الإجابات حتى وصل لخانة أفضل إداري فتوقف برهة ثم قال:" كنت أرى سامي الجابر أفضل إداري حتى إيقافه الأخير بعد تصريحه الشهير ولذا لن أضع اسمه في لائحة الأفضل" ومع إيماني التام بأن عملية الاختيار تعد رأياً شخصياً فسأترك المساحة والفرصة لك عزيزي القارئ لتراجع وتتخيل حجم المشكلة التي تعاني منها رياضتنا وكيف تتدخل الأهواء في العمل والرأي في ظل الغياب الواضح للاحترافية والقدرة على التعامل مع الواقع كما هو؛ فسامي الجابر مثلاً أجمع النقاد على تميز عمله فحقق بطولتين من أربع بطولات محلية قاد فريقه لجميع نهائياتها كما تأهل بمعية فريقه للدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا وكل ذلك حدث معه في هذا الموسم وهو المعني بالاستفتاء فكيف يربط عمل موسم كامل بخطأ بسيط وغير مؤثر وإذا تعاملنا بهكذا منطق فلن يحصل محمد نور ولا رادوي ولا حتى إبراهيم غالب على الأفضلية ببساطة لأنهم تعرضوا للإيقاف بعد حصولهم على البطاقات الحمراء وهم يدافعون عن فريقهم. استفتاء "الرياض" الرياضي لنجوم الموسم الكروي أعطى دراسة وافية ومجانية بإمكان الاتحاد السعودي لكرة القدم أو هيئة دوري المحترفين أو أي جهة تهمها كرة القدم السعودية الاعتماد عليها والانطلاق من خلالها لوضع الخطط بناء على قياس آراء الرياضيين وبالذات فيما يخص الحكام.