تمنيت ألا يُوضع النجم الرائع سامي الجابر في موقف لا يحسد عليه، عندما تم إخباره بأنه لاعب القرن في آسيا عن طريق الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»... فهو نجم لامع وتاريخه باهر وإنجازاته مميزة، وسواء كانت المعلومة خاطئة أم لا، فهو لا يستحق أن يتم التعامل معه بهذا النحو، فإن لم يكن أفضل لاعب في القرن، فهو بالتأكيد أحد أبرز نجوم آسيا في القرن الماضي. بغض النظر عن المعلومة المغلوطة التي أعطيت للجابر، فإن هناك جانب إيجابي لهذا الاستفتاء الذي أطلقه القائمون على تشغيل النسخة العربية لموقع «فيفا»، وهو أن الجماهير لم تنسى النجمين الكبيرين ماجد عبدالله وسامي الجابر رغم ابتعادهما عن الملاعب. وهي حالة وفاء وحب تعني الكثير للنجوم المعتزلين. هذه الحالة توجب علينا أن نؤمن بأن الاستفتاءات الجماهيرية تعطي النتيجة الحقيقية لجماهيرية ونجومية اللاعب، فلا يستطيع مدرب أو لاعب أو إداري أو صحافي أن يقيس جماهيرية لاعب من دون الاستعانة بالجمهور، لذا فالسؤال الأمثل في الاستفتاءات الجماهيرية «من هو اللاعب الأكثر جماهيرية؟» لأنه من الخطأ أن تقيس اللاعب فنياً وتاريخياً عن طريق الاستفتاءات الجماهيرية. الجانب الأسوأ في هذا الاستفتاء، أظهره لنا القائمون عليه من خبث وسوء نية، أنهم وضعوا استفتاءً مقصوراً على جماهير الهلال والنصر!، لعلمهم التام بحدة الحساسية ما بين جماهير ماجد وسامي، ولأن اللغة العربية كانت شرطاً للإجابة على السؤال، وضعوا نجمين من السعودية لعلمهم بأن معظم رواد شبكة الإنترنت من عرب آسيا سعوديون!، ولو كان الاستفتاء موضوعاً بالنسخة الإنكليزية لكنت النتيجة مختلفة تماماً! وأدلل على ذلك بالاستفتاء الجماهيري الذي وضعه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بلغاته الثمان حول أقوى دوري في آسيا، شارك به أكثر من 86 ألف شخص، 60 في المئة منهم رشحوا الدوري الأوزبكي! كما يتضح توقع القائمون على الاستفتاء النسخة العربية لموقع «فيفا» بحدوث أمر خارج النص، فذكروا المشاركين في الختام بضرورة كتابة رسالة واضحة و«محترمة»!، في حين استفتاءات اللغات الأخرى بالموقع نفسه، لا تذكّر أعضاء منتداها بالوضوح والاحترام كونهم وافقوا على ذلك عند تسجيلهم بالمنتدى. ولكن أسوأ ما حدث هو التعامل الساذج مع الموضوع بطريقة تفتقد التركيز والإدراك، فالاستفتاء وضع بطريقة تتطلب التحري والدقة قبل التعاطي معه. فسقط الكثيرون بسذاجة في شراك الاستفتاء الذي أنكره ال«فيفا» رسمياً .. وهنا أتذكر كلمة قالها أحد الأجانب قاصداً العرب: (أنتم الوحيدون في العالم الذين لا تقرأون التعليمات عندما تشترون السلعة!). [email protected]