عقد على هامش المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية ورشة عمل حول "تنمية القرى والبلدات التراثية" بقصر المربع بمركز الملك عبد العزيز التاريخي مساء أمس الأول ، وحضرها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات المؤتمر والتي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز. وبحثت الندوة التي حضرها عدد من أصحاب السمو والوزراء ورؤساء الوفود والمنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر، أهمية المبادرات الفردية في تنمية القرى التراثية، والعوائق التي تواجه المجتمعات المحلية وطرق تجاوزها، إضافة إلى طرق تمويل مشاريع الاستثمار في المباني التراثية. وأبرز رئيس الجلسة الأمير تركي بن طلال مكانة المملكة الدينية والاقتصادية والسياسية ودورها الرائد في العالم لتحقيق التوازن الإقليمي في المنطقة، إضافة إلى البعد الحضاري المميز للمملكة والذي جعل منها ملتقى للحضارات. وأشاد بمبادرة الدولة في حفظ التراث الوطني، ودور الهيئة العامة للسياحة والاثار في تحقيق هذا الدور، مبرزا سموه دور الهيئة في مجال الحفاظ على التراث العمراني "محور هذه الورشة"، والمشاريع التي تقوم عليها مع شركائها. واستعرض الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمنطقة القصيم تجربة بلدة الخبراء التراثية وسوق المجلس في محافظة المذنب في مجال المبادرات الفردية في تنمية القرى التراثية، مستشهدا بمقولة صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة "تحويل المباني الآيلة للسقوط إلى مباني آيلة للنمو"، كما أشار إلى الأبعاد الاقتصادية من واقع نمو هذه المباني وانعكاسها على تنمية السياحة، مؤكدا على جهود الشركاء في إمارات المناطق والمحافظات في هذا المجال. وتناول محافظ الغاط عبد الله الناصر السديري في ورقته العوائق التي تواجه المجتمعات المحلية وطرق تجاوزها مستعرضا تجربة تطوير القرية التراثية في محافظة الغاط، مبرزا في الوقت ذاته المردود الاقتصادي المتوقع من الاستثمار في مثل هذه القرى على المجتمعات المحلية وتحويلها إلى نزل سياحية وبيئية. من جانبه تطرق عبد الله الشهراني من بنك التسليف والادخار السعودي إلى الشراكة التي تجمع البنك والهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيرا إلى الدور الذي يسهم فيه البنك في دعم مشاريع القرى التراثية في المملكة، مؤكدا في الوقت ذاته جهود البنك في دعم مشروع القرية التراثية في الغاط، والقرية التراثية في رجال ألمع. وعرضت الورشة التي شهدت حضورا كبيرا من المعنيين والمهتمين بتمنية القرى والبلدات القديمة في المملكة والدول الإسلامية تجارب محلية ودولية ناجحة في مجال الاستثمار في القرى التراثية حيث قدم المهندس صالح قدح مدير شركة سياحية تجربة إعداد المخطط العمراني لقرية رجال ألمع استعرض خلالها الجهود التي بذلت في مجال إعداد المخططات التطويرية للقرية مع الشركاء في الهيئة وفي المنطقة بالشراكة مع المجتمع المحلي، مشيرا إلى اعتماد مخططات التطوير وبدء العمل في تطوير القرية خلال الثلاثة أسابيع المقبلة والتي سوف تستمر على مدى الثلاث سنوات المقبلة، فيما قدم مدير شركة أتري الأسبانية فرناندز تجربة أكثر من 300 من النزل التراثية والتي تنفذها الشركة في خمس دول عالمية ، كما قدم المواطن زيدان العنزي تجربته الرائدة في مجال العمل في ترميم مباني التراث العمراني في القرية القديمة في محافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة، مبرزا المردود الاقتصادي من واقع أعمال الترميم وتطور مشاريع الترميم التي يديرها بدأ من أول مشروع تم تكليفه من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار بمبلغ 12 ألف ريال .