في عددها الجديد (60)، تطرح مجلة دبي الثقافية، قضية اللغة العربية، وضرورة اعتبارها كياناً لا تراثاً، وهو المفهوم الأقرب إلى لغتنا التي تتمتع بحضور متجذر، فاعل، وقابل للتفعيل، من خلال وسائل وأساليب عديدة، أهمها، إضافة إلى الإبداع الأدبي والعلمي، استحداث قواميس مناسبة، تساهم في تجديد اللغة دالة ودلالة، وهذا ما أنذرت به، ولفتت إليه (أجراس) افتتاحية رئيس التحرير الشاعر سيف المري. وفي (رفة جناح)، يدعونا مدير التحرير الأديب نواف يونس إلى ضرورة حضور الحوار بمختلف أطيافه في حياتنا وكتاباتنا. وتثير أبواب المجلة، احتمالات الحوار والتساؤل، عابرة إلى "صيدا" التي تغنى بها هوميروس، وإلى "حيد الجزيل" اليمنية، وإلى دبي ومحمية رأس الخور، واقفة بين حجازي وطريق الشعر، ومحلقة مع "إشارات أدونيس"، إلى أن تصل إلى مهرجان الجنادرية، ومهرجان مسقط السينمائي، والقافلة الثقافية الثانية برأس الخيمة، وملتقى "شاهنده" في عجمان، ثم، تنعطف إلى عصر الثرثرة، والأم الروسية "ماروشكا، وتنطلق إلى الحرية المولودة في الشرق، على حد تعبير جون والستون سول، بينما يرى يوسف شاهين أن هاملت محور من محاور الميلودراما، وطريق الآلام، . ويعتبر د. محمد برادة القراءة نوعاً من المقاومة، وبالمقابل، يؤكد إسماعيل عبدالله على حقيقة أساسية: "المنصب الأهم هو أن يظل كاتباً". وتبحر بنا إلى فضاءات اللون، وملتقى فن الخط العربي، ومعرض مشترك مع توقيع كتب لكل من التشكيليين الإماراتيين: عبدالقادر الريس، نجاة مكي، عبدالرحيم سالم، محمد مندي. وتعيدنا دبي الثقافية إلى الماغوط وسلوكاته بين الحياة والكلمة، مستذكرة حضوره في اتحاد كتاب الإمارات، كما تطلعنا على "الهارب من الجوع إلى نوبل بيرانديللو". ونقرأ في "نسيم من هناك": لك من: جاك بريفير، أرنستو كاردينال، سالي غراي، هيلغا كونكسدروف، ونصغي في "إيقاع الروح" لموسيقا القناوي الجزائرية، ونتأمل حركات الرقص القفقازي، ولا نشك بمقولة الموسيقار نوري اسكندر:"قل لي ماذا تسمع أقل لك من أنت". ونطلع في "دنيا الكتب" على تجربة المسرحي سالم الحتاوي، و"غربة روح" صفاء السعدي، ورأي د.رياض نعسان آغا في السياسة والفنون. ويستعيد تراث الكاميرا شكوكو، وفواز الساجر. وتنشر "أجنحة الخيال"، فضاءها بين عمر أبو سالم، عبد الكريم يونس، عمر شبانة، علي العامري، فاطمة عبد الله، محمد غدية، محمود الريماوي، فوزي صالح. ويطل علينا إبراهيم الكوني من متون الطبيعة والأمومة، كما تطل هدية العدد مع الكتاب الجديد: السرد والكتاب لمحمد خضي.