في ازدياد نرى حوادث السيارات في التقاطعات داخل الأحياء . تلك الحوادث / اللغز حوّلت البلديات القليل منها بوضع مرايات محدّبة ، وباعتقادهم أن القادم سيتوقف للنظر فيها ليرى الخطر القادم من اليمين أو اليسار.هذه المرآة "السحرية" ، لم يدر الزمن بها . وأعرف أربعة أو أكثر من الأحياء الحديثة ، ذوات المجتمع الراقي عاش أهلها مع عدد الحوادث المميت بعضها ، والتي تكاد تحدث بصفة يومية ، ويدري عنها المرور لمن أراد التأكد من قولي هذا . تجاوز العالم هذه المشكلة ، وكتب لغير صاحب الأحقية كلمة " قف " ، فصار الناس يوقفون مركباتهم . وللحصول على رخصة سير يطلب الممتحن من السائق السير في تقاطعات " قف " هذه ؛ فإن لم ينظر المتقدّم يمينا ثم شمالا ثمّ يمينا مرة أخرى فليعتبر الرسوب نهايته . ومع الازدياد الملحوظ في حوادث التقاطعات ، داخل الأحياء ، وأيضا ازدياد ضعف الوعي وانتشار وباء العجلة والاستهتار ، فلا أدري لماذا غفلت البلديات أو المرور عن فكرة تعميم العلامات الأرضية المسماة " عيون القطط " وهي صالحة ورخيصة التثبيت ، وأيضا جاءتنا من الغرب الذي وجد جدوى استعمالها – بدليل اسمها المترجم من الإنجليزية . تلك العلامات – في رأيي - توضّح الأحقية عيانا بيانا ، ولا تُعطي الفرصة للتهرب من الخطأ . ومع مرور الزمن سيذكر أهل الحيّ أن المتجاوز سيدفع ثمن تجاوزه غرامةً وتصليحا وعلاجا وتأمينا ودِيَة ً . ومتأكد أنا أن الخبراء في البلديات والمرور قد نصحوا بذلك قبلي . وهي أيضا أنسب من " المطبات " التي لا زلنا نجربها ، ونحفر وندفن حسب رغبة القاطنين . ونحن سمّيناها "مطبّات " ، وأضفنا " صناعية " لتمييزها عن المطبات الطبيعية! . وعجز غير العرب في البحث عن اسم لها – لأنها لا تُستعمل في بلدانهم ، ولا حتى للمقترب من قاعدة عسكرية أو مُفاعل نووي ! . بحَث غير العرب عن اسم مناسب لهذا " الاختراع " فسمّوه (هامب) Hump أي : حدبة أو سناماً . شوارع جديدة ونظيفة وأكثرها مستقيمة ، وربما أن استقامتها هي التي جعلتها مميتة ، ولن يجادلني أحد فحجتي وبيّنتي منظورة لو أقمت دعوى وتابعتها ضد الجهة المسؤولة ، سواء كانت البلدية أو المرور ، أو " المجلس البلدي! ". وأرى أن الباحثين عن حلّ ناجح سينتظرون طويلا ، وهذا سيرفع عدد قتلى وجرحى التقاطعات في الأحياء . وأيضا سيرفع عدم الفهم لأخلاق السير وفنّه .