أكثر ما يخشاه المواطن عندما تكون قائمة اهتماماته ليست في أولويات الجهات الحكومية، إذ يعطي ذلك مؤشراً أن معاناته ستطول. أتحدث هنا تحديداً عن البلديات الفرعية، التي لا أعلم حتى الآن المهمة الرئيسية لها، ولكني أعلم أن قائمة اهتماماتها تركز على تحصيل رسوم التراخيص واللوحات ووضع اشتراطات غير مفهومة لبناء الفلل السكنية لمواطنين معظمهم تعب سنوات من أجل تحصيل بعض قيمتها، في وقت أهملت ما تعانيه الأحياء السكنية من سلبيات لا تحتاج إلى دقة ملاحظة. لن أتحدث عن شوارع مهترئة تتزاحم فيها المياه والحفر، ولن أتحدث عن أراضي فضاء مليئة بمخلفات المباني والقمامة. أيضاً لن أكتب هنا عن لوحات إرشادية يأتي من يحطمها وتظل على هذا الوضع لأشهر عدة. ما يورقني والكثير مثلي كثرة المطبات الاصطناعية في الشوارع، سواء المنارة منها أم تلك التي يلفها الظلام. تخيلوا مطبات في شارع مظلم! وبصرف النظر عما إذا كانت تلك المطبات ذات فائدة أم لا، إلا أن ما يفقدها فائدتها هو عدم وجود لوحات إرشادية توضح وجودها، ما يعني أن سائق السيارة لن يخفف السرعة إلا بعد أن تعطب المطبات سيارته. إذاً لا فائدة منها. تسير السيارة بسرعة ليست بطيئة وسائقها في غفلة، وفجأة يواجه أمامه مطبة اصطناعية، فإن أسعفه الوقت سيحاول التهدئة فجأة وهنا سيخاف من السيارات التي خلفه، أو سيترك سيارته على سرعتها وتكون النتيجة النهائية هي إعطاب السيارة فقط. يستثنى من هذا الوضع السيارات التي تسلك هذا الشارع في شكل مستمر. المضحك في الأمر أن شوارعنا لا تحتاج أصلاً إلى هذه المطبات، فهناك حفر كثيرة تقوم بهذه المهمة. باختصار أرى أن تترك البلديات هذه الحفر ولا تردمها، وفي المقابل لا تنشئ مطبات صناعية. وبذلك تكون قد وفرت في موازناتها. هناك سلبيات في ما يتعلق بالخدمات البلدية في الشوارع، لا شك في ذلك. ومن بات الإنصاف فإن الكثير من الأخطاء التي كانت سائدة في سنوات مضت جرى تلافيها، كما أن هناك تطوراً في بعض الخدمات، إلا أن المطبات والشوارع المهترئة وكثرة الحفريات التي تجريها بعض الشركات الخدمية ما زالت في ازدياد، خصوصاً داخل الأحياء السكنية. ترى هل هذا ما تريده البلديات للسائقين؟ أين حماية أرواح الناس وممتلكاتهم من هذا الوضع؟ أليس من الأجدى عدم إنشاء مثل تلك المطبات إلا وقبلها بمسافة كافية لوحات إرشادية تنبه السائقين على ضرورة تخفيف السرعة؟ إن الهدف الأساسي من هذه المطبات هو حماية الأرواح والممتلكات، وليس الإضرار بالسائقين وسياراتهم وجعلهم زبائن دائمين لورش الصيانة، فمتى ترافق اللوحات الإرشادية المطبات الاصطناعية؟ السؤال موجه إلى المسؤولين في البلديات. وحتى موعد الإجابة سننتظر أن يكون هناك تنسيق بين البلديات الفرعية وإدارات المرور قبل زرع مثل هذه المطبات، مع إيماني التام بصعوبة ذلك، ولكنها أمنية أتمنى أن تتحول إلى واقع قبل أن تموت أو أموت.