استمراراً لجهوده البحثية المتميزة واستكمالاً لمشروعه البحثي في توثيق ودراسة تاريخ وتراث الجزيرة العربية الشفهي في حقبة غائمة لم تتناولها أقلام الباحثين بصورة وافية، أصدر الدكتور سعد الصويان عن طريق (الشبكة العربية للأبحاث والنشر) كتابين جديدين، حمل الأول منهما عنوان (أيام العرب الأواخر) أساطير ومرويات شفهية في التاريخ والأدب من شمال الجزيرة العربية مع شذرات مختارة من قبيلة آل مرة وسبيع. ويقع هذا الكتاب في 1143 صفحة، وكما جاء على الغلاف الأخير فهذا الكتاب "عبارة عن سوالف ومرويات شفهية بدأ المؤلف بتسجيلها منذ عام 1982 واستمر عدة سنوات، اذ استطاع أن يجمع مادة غزيرة وصلت إلى مئات الساعات وبلغت آلاف الصفحات". أما الإصدار الثاني فقد حمل اسم (الصحراء العربية) ثقافتها وشعرها عبر العصور قراءة أنثروبولوجية، ويتألف هذا الكتاب من 819 صفحة تُمثل –كما يذكر المؤلف في مُقدمته- رصداً وتحليلاً "للتاريخ الشفهي في الجزيرة العربية بأبعاده اللغوية والأدبية والاجتماعية والثقافية (بالمعنى الأنثروبولوجي للثقافة) وعلاقات القبائل ببعضها البعض وعلاقات الحاضرة بالبادية والدولة بالقبيلة عبر العصور، ومن ثم محاولة ربط الحاضر بالماضي والشعر النبطي بالشعر الجاهلي، ولكن وفق منهجية فكرية محايدة لا تتبنى بالضرورة الخط الرسمي السائد، وليس ذلك من باب الاعتراض على الخط الرسمي السائد، وإنما رغبة في الموضوعية والحيادية والفهم الصحيح لهذه القضايا الشائكة والمُلتبسة، وبحثاً عن الحقيقة العلمية المجردة بعيداً عن أي توجهات أو مواقف مُسبقة". وقد أشار الدكتور الصويان إلى أن كتاب (الصحراء العربية) هو "بمثابة عمل تطبيقي" يوضح كيفية التعامل العلمي مع النصوص التي تضمنها كتاب (أيام العرب الأواخر) والاستفادة منها وفق رؤية علمية تتكئ على مستحدثات العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلى المناهج الراسخة في الأنثروبولوجيا واللسانيات وعلى المناهج الحديثة في التاريخ الشفهي والأدب الشفهي". إذاً يمكننا القول بأن الكتاب الأول (أيام العرب الأواخر) يُمثل مرحلة البحث والجمع والتوثيق، فيما يُمثل الإصدار الثاني (الصحراء العربية) مرحلة الدراسة العلمية والتدقيق.