المدربون الأرجنتينيون الذين تركوا بصمة في تاريخ الكرة السعودية يكادون لا يذكرون، إن على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني، فباستثناء المدرب خورخي سولاري الذي قاد المنتخب في كأس العالم في الولاياتالمتحدة عام 1994 للتأهل لدور ال16 في اكبر انجاز تحققه الكرة السعودية، وغابريال كالديرون الذي أهله لنهائيات كأس العالم في المانيا 2006، فإن أحداً غيرهما لم يترك بصمة تذكر عدا المدرب أنزو هيكتور الذي دخل السجل الذهبي للكرة السعودية من أوسع أبوابه، كونه المدرب الوحيد الذي حقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في نسخه الثلاث. فالمدرب الأرجنتيني ذو ال57 عاماً عاد قبل أيام ليحقق اللقب الكبير مع نادي الاتحاد، و هو الذي حققه مرتين متتاليتين مع الشباب في موسم 2007 و2008 مانعاً بذلك أي مدرب آخر من ملامسة هذه الكأس التي أطلت لأول مرة قبل ثلاثة مواسم. ويعد الاتحاد هو الفريق الثاني الذي يقوده هيكتور في السعودية، فبعد موسمين متقطعين مع الشباب رحل بعدهما لبلاده، وجد الاتحاديون أنفسهم مضطرين لطلب وده بعد المستويات المتواضعة والنتائج المخيبة التي حصدوها منذ بداية الموسم مع المدرب الارجنتيني كالديرون حيث خسروا جملة استحقاقات متتالية معه محلياً وخارجياً فلم يكن أمامهم إلا ابن جلدته الذي كان على الموعد. وعلى الرغم من حضور هيكتور للاتحاد في وقت كانت تعصف به المشاكل الإدارية وتتخبط فيه العشوائية الفنية، إلا أنه استطاع أن يعيد ترتيب أوراقه بسرعة، بيد أن ثمة أخطاء حدثت في مشواره أودت بالفريق لمغادرة دوري أبطال آسيا من الدور التمهيد، وهو ما جعل الكثيرون يراهنون على أن الفريق سيغادر مولد الموسم بلا حمص، إلا أن قدراته الفنية التي يكتنزها وتجاوب اللاعبين معه أنتج قبل انتهاء موسم الحصاد أغلى الكؤوس ألا وهو كأس الملك. ولم يكن هيكتور خياراً اتحادياً لمجرد نجاحه في تحقيق بطولتين للشباب وإنما لأن سيرته الذاتية تكشف عن تاريخ حافل كلاعب ومدرب، فهو أحد نجوم الكرة الأرجنتينية التي تواجدت مع المنتخب في مونديال أسبانيا 1982 إلى جانب مارادونا وأرديلس وكمبس والحارس العملاق فيلول، وإن لم يتمكن من اللعب في ظل وجود أساطير الكرة الأرجنتينية في ذلك المنتخب. وإن لم يسجل حضوراً لافتا في المنتخب كلاعب فقد نجح في الوصول له كمساعد للمدرب الأرجنتيني الشهير كارلوس بيلاردو في مونديال إيطاليا عام 1990، مع المنتخب الذي هز العالم يوم ان فقد لقبه على يد الألمان خصوصاً بعد أن ذرف الأسطورة مارادونا دموعه على منصة التتويج ليبكي خلفه عشاق (التانجو). وأنزو هيكتور من مواليد 23 مايو 1953، وقد بدأ حياته الرياضية كلاعب في نادي بلغرانو دي سان فرانسيسكو قبل ان ينتقل كولون دو سانتا الذي استمر فيه حتى عام 1979، لينتقل بعد ذلك محترفا في نادي أف سي نانت اتلانتيك الفرنسي، واستمر معه حتى عام 1985، وخلال هذه الفترة اختير للمنتخب الأرجنتيني في مونديال أسبانيا لكنه لم يشارك في أي مباراة، كما لعب في التصفيات المؤهلة لمونديال المكسيك عام 1986 لكنه لم يلعب في النهائيات التي حققت فيها بلاده اللقب بقيادة الأسطورة مارادونا. اعتزل اللعب ليتحول للتدريب حيث درب في بلاده مع اندية عدة وكذلك عمل مساعدا في المنتخب الأرجنتيني، كما درب في غير جهة في سويسرا ومنها المنتخب السويسري، كما عمل في غواتيمالا قبل أن يحط رحاله في السعودية مع نادي الشباب، ومن ثم مع الاتحاد.