تكفي هرولة بعض الأندية السعودية نحو التعاقد مع مدربين من الجنسية الأرجنتينية، كما فعل الأهلي بالتعاقد مع غوستافو ألفارو، والقادسية مع دانيال ناماتا، للتأكيد على النجاح الذي حققه المدرب الأرجنتيني انزو هيكتور مع الشباب، إذ قاده للظفر بحصة الأسد في بطولات الموسم المنصرم، بعد أن فاز ببطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. ورغم رحيل هيكتور عن الشباب في أعقاب الفوز بآخر ألقاب الموسم المنصرم، كما فعل في نهاية موسم 2007-2008 حينما ظفر بذات اللقب، إلا أن ذلك لم يمنع أبدا من إعطائه ما يستحق بتتويجه بلقب مدرب الموسم في استفتاء (الرياض) الكبير. وتزيح السيرة الذاتية للمدرب هيكتور الستار عن اسم كبير مفعم بالحضور المميز كلاعب أو كمدرب، إذ يكفيه أنه احد نجوم الكرة الأرجنتينية التي تواجدت مع منتخب "التانجو" في مونديال أسبانيا عام 1982 بقيادة المدرب كارلو سيزار مينوتي إلى جانب مارادونا وأرديلس وكمبس والحارس العملاق فيلول، وإن لم يتمكن من اللعب في ظل وجود أساطير الكرة الأرجنتينية في ذلك المنتخب. وكمدرب كان هيكتور مساعدا لمدرب المنتخب الأرجنتيني كارلوس بيلاردو في مونديال إيطاليا عام 1990، ذلك المنتخب الذي بكى العالم من أجله، حينما ذرف الأسطورة مارادونا دموعه على منصة التتويج يوم أن خسرت بلاده تحت قيادته لقبها الذي حققته في مونديال المكسيك على يد المنتخب الألماني بهدف نظيف وأنزو هيكتور يسير في النصف الثاني من عقده الخامس فهو من مواليد 23 مايو 1953 ، بدأ حياته الرياضية كلاعب في نادي بلغرانو دي سان فرانسيسكو قبل ان ينتقل كولون دو سانتا الذي استمر فيه حتى عام 1979، لينتقل بعد ذلك محترفا في نادي إف سي نانت اتلانتيك الفرنسي، واستمر معه حتى عام 1985، وخلال هذه الفترة اختير للمنتخب الأرجنتيني في مونديال أسبانيا لكنه لم يشارك في أي مباراة، كما لعب في التصفيات المؤهلة لمونديال المكسيك عام 1986 لكنه لم يلعب في النهائيات التي حققت فيها بلاده اللقب بقيادة الأسطورة مارادونا. اعتزل اللعب ليتحول للتدريب حيث درب في بلاده مع اندية عدة وكذلك عمل مساعدا في المنتخب الأرجنتيني، كما درب في غير جهة في سويسرا ومنها المنتخب السويسري، كما عمل في غواتيمالا قبل أن يحط رحاله في السعودية مع نادي الشباب . ورغم أن بداية هيكتور مع الشباب في موسم2007-2008 لم تكن مشجعة إذ ظل يبارح مناطق الوسط في بداية إشرافه على الفريق، ما جعل أنصار النادي يطالبون بإعفائه لكن قناعة مسيري النادي به جعلتهم يبقونه حتى نهاية الموسم ليقود الفريق لتحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بعد فوزه على الاتحاد 3-1، ورغم انجازه فضل هيكتور الرحيل عن الشباب لأسباب خاصة. واضطرت إدارة الشباب هذا الموسم للاستنجاد بهيكتور بعد النتائج المتواضعة التي خلفها الفريق في الجولات الأولى من الدوري تحت قيادة مواطنه بومبيدو، فحل بديلاً عنه في ديسمبر الماضي ليقود الفريق للفوز بكأس الأمير فيصل بن فهد، والاحتفاظ بكأس الملك في سيناريو مشابه لنهائي النسخة التي سبقتها، حينما أسقط الاتحاد مرة أخرى بقيادة ابن جلدته غابريال كالديرون برباعية بيضاء. ولم تكن البطولتان اللتان أهداهما لفريقه مغريتين له على البقاء، إذ سرعان ما خلع بزة التدريب وسلمها لإدارة الشباب معلنا عن رغبته في الرحيل، ليكون القرار صدمة أخرى لها، وللاعبي الفريق الذين وجدوا فيه ضالتهم.