قللت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع من احتمال نجاح الوساطة التي ترغب تركيا في القيام بها بين لبنان وسوريا واسرائيل وقالت ان وزير الخارجية التركي عبدالله غول سينقل عرضا في هذا الصدد الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون اثناء زيارته لاسرائيل يوم الثلاثاء المقبل. ونقلت صحيفة النهار اللبنانية أمس الجمعة عن هذه المصادر قولها ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كان قد زار دمشق الاسبوع الماضي وعرض على المسؤولين السوريين استعداد بلاده لاستضافة الدول الثلاث للتفاوض ولقي ترحيبا خاصة وان الرئيس بشار الاسد كان قد ابدى مرارا رغبة في استئناف التفاوض مع اسرائيل من اجل سلام عادل وشامل ودائم. وأوضحت المصادر ان هذه الرغبة جاءت في الفترة الاخيرة على لسان الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة الى عملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن وقالت ان اردوغان يعتزم زيارة اسرائيل مستقبلا وان غول مكلف بالتمهيد لها وسيحدد موعدا قريبا لها في حال حصل التجاوب الاسرائيلي بالعودة الى طاولة المفاوضات. وذكرت المصادر أن غول سبق ان ابلغ رغبة بلاده في التوسط بين لبنان واسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات اثناء الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية السابق جان عبيد لانقرة في ابريل الماضي وكرر ذلك اثناء زيارته الرسمية لبيروت خلال الصيف الماضي. وعزت المصادر الفشل المتوقع وربما المحتم الى تصلب شارون في مواقفه الرافضة اي وساطة في شأن مفاوضات السلام وانه لم يكتف برفض اي مساع اوروبية في العملية السلمية بل اتهامه دول الاتحاد بأنها تقف موقفا غير متوازن. ولم تستبعد المصادر ان يكون وراء اتهام شارون لتلك الجهات محاولة جدية لاحباط مؤتمر لندن المقترح في فبراير المقبل والمخصص لتأمين مساعدات مالية للفلسطينيين والذي دعت من اجله بريطانيا الدول الصناعية الثماني الكبرى والدول المانحة عربية واجنبية.