برغم مقتي لصيد العصافير أو ذبحها إلاّ أنني أُكرر كغيري مقولة اصطياد عصفورين بحجر واحد وهذا ما سيرد لاحقاً أثناء سرد حكاية اليوم أيّ ستكون الفائدة مزدوجة فيما لو تم الأخذ بمشروع الإدارة الذاتية لمدارس البنين والبنات بمعنى قيام التلاميذ أنفسهم بنظافة وصيانة فصولهم وبالتالي مبنى المدرسة ككل ؟؟ الفائدة الأولى ستنعكس على تعويد الصغار خدمة أنفسهم بأنفسهم بعدما أفسد وجود (الخادمات) طبيعتهم البشرية وتكرّستْ لديهم مفاهيم الطبقيّة والعيب ومن ثم الاعتماد على الغير أما الفائدة الأخرى فهي الاستغناء عن كتائب العاملين والعاملات الأجانب في مجال نظافة مباني المدارس وصيانتها . شاهدت صورة في قسم المحليات بهذه الجريدة تُظهر عامِلا نظافة يقومان بكنس فناء احدى المدارس بعدما اشتكى الطلاب من الغبار والأتربة فتذكرتُ على الفور تحقيقاً نُشر (رُبما) في مجلّة المعرفة الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في بلادنا ،عن نظام التعليم في اليابان وما زلت أتذكر بعض التفاصيل منها أن الطفل الياباني لا يخرج من فصله نهاية اليوم الدراسي إلاّ وقد نظّف المساحة التي تخصهُ وبالتالي التشارك جماعياً في نظافة الفصل ويتم عمل مناوبات لتنظيف الممرات والجدران ودورات المياه ولا يُستثنى من ذلك أحد بمن فيهم ابن رئيس الوزراء فهو يقوم بمهمته كغيره من التلاميذ، كتبتُ عن ذلك قبل سنوات مضت وتفاعل وقتها القرّاء بمن فيهم بعض المعلمين الذين كتب لي أحدهم أنهُ حاول تطبيق ذلك في مدرسته فأتاه التقريع من أولياء أمور الطلبه قائلين " أولادنا ليسوا خدماً عندك يا أُستاذ سليمان " ..! إذا كُنّا قد غيرنا مسمى الوزارة من المعارف إلى التربية والتعليم فلابد من تغيير المفهوم التربوي أيضا إذ لا يجب أن يقتصر على غرس القيم الفاضلة وهذا قطعاً مطلوب ولكن أين دور المدرسة في تشكيل المفاهيم تجاه الاعتماد على النفس والمحافظة بل الدفاع عن المنجزات الحضارية ومنها مبنى المدرسة ومكوناتها؟؟