قال محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود إنه مما يبعث في نفسي السعادة أن أتحدث أمام هذه النخبة من العلماء والباحثين الذين توافدوا من مختلف مناطق العالم ضيوفاً أعزاء على هذا البلد الطيب للحضور والمشاركة في المؤتمر الهندسي الدولي حول قضايا المناطق الحارة والجافة الذي تستضيفه جامعة الملك فيصل. وأضاف سموه في كلمته خلال افتتاحه أمام المؤتمر الهندسي الدولي حول المناطق الحارة الجافة التي تنظمه كلية الهندسة في جامعة الملك فيصل بالاحساء صباح أمس الأحد، أضاف أن قيام كلية حديثة النشأة بتنظيم واستضافة هذا الحدث وفي موضوع يركز على المناطق الجافة والحارة وبهذا الحجم من المشاركة والحضور ليبعث فينا الأمل بمستقبل واعد لهذه الكلية ولتكون رافداً من الروافد الهامة ولتساهم الجامعة بهذا الجهد في مسيرة الخير التي تتبناها حكومتنا الرشيدة في التطوير الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتنمية المستدامة. وأكد أن المملكة شهدت في السنوات الأخيرة وبتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - تطورات كبيرة وتوسعات غير مسبوقة في كافة مجالات التنمية عامة وفي مجال التعليم العالي خاصة، حيث خطت فيه المملكة خطوات عملاقة في الكم والنوع تمثل ذلك بدعم قل نظيره للجامعات والكليات ومراكز الأبحاث القائمة وافتتاح عدد كبير من الجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة بالإضافة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وايجابيات ذلك في تحقيق طموح عدد كبير من أبنائنا وبناتنا ذلك يعكس وبدون أدنى شك القناعة الراسخة للقيادة الرشيدة أيدها الله بأن التعليم والتدريب والاستثمار في الإنسان هي الضمان الوحيد بعد توفيق الله للتنمية البشرية والازدهار والرخاء للوطن والمواطنين. بدوره قال معالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف بن محمد الجندان في كلمته إن كلية الهندسة اختارت هذا الموضوع لهذا المؤتمر نتيجة للتوجس وما يشاهده العالم من كوارث طبيعية ومنها التصحر والجفاف، كما ركز المؤتمر على فكرة المناطق الحارة لحجم المعاناة التي تعاني منها هذه المناطق نتيجة التصحر والجفاف والتحديات التى تنجم عنها. واعتبر الجندان أن مبادرة كلية الهندسة جاءت منسجمة مع دور مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي للتصدي لهذه الظاهرة بالدراسة والبحث والتقصي، وأشار الدكتور الجندان بأن تحقيق الانجازات العلمية وعلى كافة الأصعدة وكان للتعليم العالي نصيب وافر من هذه الانجازات وكذلك النهضة الصناعية المباركة التي تعيشها بلادنا وما تتطلبه هذه المرحلة من القوى العالمية المدربة بالمهارات والمعارف اللازمة في التخصصات الهندسية والتقنية لتأتي مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي يتبعها عدد من الكليات الهندسية التي تم استحداثها في كافة الجامعات الحكومية والخاصة لتلبية طموحات القيادة لمواكبة ما يزخر به هذا الوطن من موارد الطاقة والموارد الطبيعية فالجميع يتطلع إلى ما يتطلع إليه هذا المؤتمر وما سيخرج عنه من توصيات تلبي الآمال والطموحات التي ينشدها الجميع المحلي والخارجي. ثم ألقى عميد كلية الهندسة بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالمحسن العرفج كلمة قال فيها إن أحد الأبعاد التي اهتمت بها كلية الهندسة هي التي يأتي مؤتمرنا اليوم من أجلها لانتقال العالم لما يسمى باقتصاد المعرفة حيث لم تعد الموارد المادية والبشرية بحد ذاتها كافية بل أصبح رأس المال الفكر في تحقيق التميز وتكوين الثروات. ثم أشار الاستاذ عمر بازهير كبير المهندسين في أرامكو السعودية إلى أن أرامكو السعودية تقوم بتصميم وبناء العديد من المرافق المتطورة في بيئات حارة وجافة وهو تحد كبير ولكنه يتيح الفرص لمهندسينا الابتكار في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه فضلا عن وضع التصاميم المثلى للمباني وتحسين الممارسات الخاصة بالمواد والإنشاء ووجدت تقنيات ترشيد استهلاك الطاقة طريقها الى المعايير الهندسية لمساعدتنا في بناء مبان ومرافق تحقق الكفاءة في استهلاك الطاقة، ومن أمثلة ذلك ما قمنا به مؤخرا من تزويد المباني بأنظمة تكييف هواء ومواد عزل عالية الكفاءة. وبين أن هناك تعاونا راسخا بين أرامكو السعودية والجامعات المحلية والدولية، حيث تشمل الشراكة مع الجامعات التي تمثل هدفا استراتيجيا هاما للشركة، توفر الدعم للأبحاث والتعاون في إجراء الدراسات الخاصة بمشاكل معينة في الصناعة، كما تشمل البحوث التي تهدف إلى إيجاد حلول مبتكرة باستخدام أحدث التقنيات والأساليب الإبداعية في بيئة العمل. وتتعاون أرامكو السعودية مع الجامعات والصناعات المحلية والدولية من أجل تطوير التقنيات والمبادرات لمواجهة التحديات التي يفرضها مناخنا الجاف، وهذا التعاون مع جامعة الملك فيصل والجامعات المحلية الاخرى ينمي تحالفا يجمع بين اكتساب المعرفة الأكاديمية والسعي للحصول عليها من جهة وتطبيق هذه المعرفة في الصناعة من جهة اخرى، وقد عقدت أرامكو السعودية ورشة عمل مشتركة مع جامعة الملك فيصل لوضع توصيات تضمن التنفيذ الفعال لاتفاقية التعاون بين الجامعة والشركة، وتمخضت ورشة العمل هذه عن خطط عمل شاملة لضمان ان تحظى المبادرات الموصى بها بالدرجة الكافية من التخطيط وترتيب الاولويات والمراقبة والادارة، وعليه فقد قامت أرامكو السعودية والجامعة بوضع خارطة طريق واضحة وآليات تتسم بالعملية لضمان التنفيذ الكامل والناجح لاطار العمل التعاوني المعتمد. وكجزء من هذا الاطار التعاوني قام الخبراء المختصون في أرامكو السعودية بمراجعة مناهج الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة بما يعكس الاحتياجات العملية للصناعة المتعلقة بالمناخ الجاف، لافتاً إلى أن جامعة الملك فيصل هي الأولى في المملكة التي تدخل برنامج هندسة بيئية ضمن مناهجها الدراسية. واستطرد بازهير في كلمته مشيراً إلى أن أرامكو زودت جامعة الملك فيصل بقائمة من الموضوعات البحثية لمشاريع طلاب السنوات النهائية، مما أتاح للطلبة فرصة تطوير حلول مبتكرة لمشاكل هندسية في الحياة الواقعية من شأنها أن تفيد الصناعة في نهاية المطاف، واستنادا إلى النتائج فقد تتم متابعة الموضوع بوصفة تقنية أو بندا بحثيا مع الجامعة وإتاحة الفرصة للجامعة والطلاب لاكتساب الخبرة في التعامل مع المشاكل العملية الفعلية، بالإضافة إلى ذلك دخلت أرامكو السعودية مؤخرا في شراكة مع جامعة الملك فيصل لتطوير دورة تدريبية هندسية من شأنها تعريف مصممي ومهندسي البناء بإمكانات ترشيد الطاقة من خلال التصميم الجيد للمباني وتهدف هذه الدورة إلى تزويد المشاركين بالخلفية الهندسية والاستراتيجيات الإدارية والأساليب اللازمة لتصميم وتشغيل مبان تتمتع بدرجات حرارة مناسبة بالحد الأدنى من متطلبات الطاقة. ومن خلال هذه المبادرات وغيرها سوف تضمن أرامكو السعودية وجامعة الملك فيصل درجة عالية من الكفاءة للخريجين الذين سيصبحون مهنيين في المستقبل وقادة لأرامكو السعودية وغيرها من الشركات والصناعات في المملكة، كما أن التعاون في إطار الشراكة سيتيح لنا تطوير مواردنا البشرية وترشيد استهلاك مواردنا الطبيعية ومجابهة التحديات التي تفرضها البيئة الجافة والاستفادة مما تنطوي عليه هذه البيئة من فرص.