ناقش 60 باحثاً ومهتماً من 20 دولة عربية وأجنبية، سبل حماية أراضي المملكة من التصحر والجفاف، عبر استخدام التقنيات الحديثة. واستعرض المشاركون في «المؤتمر الهندسي الدولي لقضايا المناطق الحارة والجافة»، الذي انطلق أمس، المجالات البحثية، التي يمكن استقصاؤها لمعالجة قضايا التصحر والجفاف علمياً. وصُنفت الأوراق العلمية المعروضة في المؤتمر، الذي نظمته كلية الهندسة في جامعة الملك فيصل، برعاية محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ضمن محاور عدة، أبرزها: الطاقة المتجددة، ومواد البناء، وإدارة البيئة، وبيئة المباني، إضافة إلى محور قضايا المملكة، وطرحت في هذا المحور مجموعة من الأبحاث المرتبطة في خصوصية المملكة. وأكد محافظ الأحساء، في كلمته أن «المملكة شهدت في السنوات الأخيرة، تطورات كبيرة وتوسعات غير مسبوقة في مجالات التنمية، وبخاصة في مجال التعليم العالي، إذ خطت المملكة فيه خطوات عملاقة كماً ونوعاً، تمثل ذلك بدعم قل نظيره للجامعات والكليات ومراكز الأبحاث القائمة، وافتتاح عدد كبير من الجامعات والكليات في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث»، وآثار ذلك في تحقيق طموح عدد كبير من أبناء وبنات المملكة». بدوره، أشار مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف الجندان، إلى «المخاوف من التصحر والجفاف، لما يشاهده العالم من كوارث طبيعية»، مبيناً ان المؤتمر «ركز على فكرة المناطق الحارة، لحجم المعاناة التي تعانى منها هذه المناطق، نتيجة التصحر والجفاف، والتحديات التي تنجم عنها، وآثارها على الحياة في شكل عام». واعتبر الجندان، مبادرة كلية الهندسة لتنظيم المؤتمر «منسجمة مع دور مؤسسات التعليم العالي، والبحث العلمي، في التصدي لهذه الظاهرة بالدراسة والبحث والتقصي، والتأكيد على أهمية تبني هذا الموضوع في ندوات ومؤتمرات مقبلة، للمتابعة ولتكثيف الجهود العلمية، وتوجيه نتائجها لخدمة حاجات التنمية على مستوى المملكة». وقال عميد كلية الهندسة الدكتور عبد المحسن العرفج: «إن خطط الكلية تتمحور حول العمل على إيجاد بيئة عمل تدعم مشاركة الأفراد والمنظمات بخبراتهم ومهاراتهم. وقامت الكلية بتشكيل مجلس استشاري يضم أكاديميين وممارسين من قطاع الأعمال والقطاع الحكومية، للاستئناس برأيهم والتواصل مع كبريات الشركات العاملة في المملكة، وبعض الأجهزة الحكومية، لتكوين تفاهمات وشركات، لتحقيق المصالح المشتركة». وذكر العرفج انه «ستقام ورشة عمل مع المهتمين والمهندسين المسجلين في الهيئة السعودية، البالغ عددهم 1600 مهندس في الأحساء، لتكوين مجموعات اهتمام تدعم تحقيق الكلية لأهدافها وبرامجها التعليمية والبحثية». فيما قال كبير المهندسين في «أرامكو السعودية» عمر بازهير: «تقوم الشركة بتصميم وبناء عدد من المرافق المتطورة في بيئات حارة وجافة، وهو تحد كبير، ولكنه يتيح الفرص لمهندسينا للابتكار في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه. ووجدت تقنيات ترشيد استهلاك الطاقة طريقها إلى المعايير الهندسية لمساعدتنا في بناء مبانٍ ومرافق تحقق الكفاءة في استهلاك الطاقة»، مستشهداً بما قاموا به أخيراً، من «تزويد المباني بأنظمة تكييف هواء ومواد عزل عالية الكفاءة».