مسرحيون وتربويون يعيدون النظر في مسرح الطفل؛ تزامنا مع بداية العطلة وانطلاق عروض مسرحية للطفل يغلب عليها الطابع التجاري، الأمر الذي دفع لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام لفتح نقاش حول ماهية مسرح الطفل ومشكلاته ضمن أنشطة المنتدى المسرحي، مستضيفين المسرحي الدكتور عبدالله العبدالمحسن والناشطة في مجال الطفولة كفاح بوعلي والأخصائية التربوية أسماء الهاشم في ندوة جاءت تحت عنوان (مسرح الطفل من وجهة نظر تربوية). الأمسية المسرحية التي أدارتها الناقدة سماهر الضامن وأقيمت الاثنين، تحدثت فيها، كفاح بوعلي حول أن معظم العروض الموجودة هي عروض تجارية ويساهم في ذلك الطابع العام لمسرح الطفل، وذلك بسبب ضعف المضمون والفكرة في المسرح ولأن هؤلاء يريدون أن يقدموا أشياء سريعة وليسوا معنيين بالجانب التربوي أو بحمل رسالة قيمية. مرجعةً سبب هيمنة الطابع التجاري على المسرح إلى ضعف الدعم وأن "من يعمل في هذا النوع من المسرح في الأغلب يبحث عن الربح السريع ويركز على الترفيه وحسب"، مؤكدا أن الحل هو في توفر الدعم من قبل وزارة الثقافة وجمعية الثقافة والفنون عبر تبني عروض للأطفال تسد النقص الموجود. وحول أدب الطفل وأهميته في تنشئة الصغار، أكدت بوعلي أن الأدب يعلم الطفل فن الحياة من خلال مشاهدته قصة أو عقدة درامية في مسرحية. ثم انتقلت بوعلي للحديث عن المسرح كوسيط ثقافي، مشيرة إلى أهمية ودور مسرح الأطفال على كيفية التعامل مع الآخرين، داعية إلى الاستفادة من المسرح المدرسي عبر تحويل المقررات المدرسية إلى عروض مسرحية للأطفال. وشددت بوعلي على ضرورة الابتعاد في مسرح الطفل عن الأسلوب الوعظي التقليدي، مطالبة المسرحيين بأن يميزوا بين الموضوعات الخاصة بالأطفال وتلك الخاصة بالصغار، مشيرة إلى ضرورة عدم تهميش قضايا الطفل وصراعاته في مسرحه لأن هذا الفن ليس لتسلية الأطفال فقط وإنما من أجل ترسيخ مبادئه وتعميق معرفته والنهوض بحسه الجمالي والابداعي والفني. وختمت بو علي أن مسرح الطفل يحتاج إلى دعم أكبر كي يحقق أهدافه المنشودة. أما أسماء الهاشم التي فقد تطرقت إلى أهمية البعد التربوي في مسرح الطفل، مطالبة باستثمار القدرة العقلية للأطفال في السنين المبكرة من خلال المسرح، مؤكدة أن للمسرح دورا مهما في خلق وعي يحارب الجمود والتخلف الفكري والتطرف، مشددة على الأثر الحضاري لمسرح الطفل عبر الاستشهاد بنماذج من التجارب العالمية، مشيرة إلى أن أول مسرح افتتح في العالم باسم مسرح الطفل كان في أمريكا عام 1903. من جهته أشار الدكتور عبدالله العبد المحسن إلى أن جيل الأطفال الحالي يختلف عن أجيال الطفولة السابقة خصوصا مع تطور التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا على ضرورة التخطيط الاستراتيجي العملي، لبناء مسرح الطفل الذي يستلزم تجهيزات خاصة ودعما أكبر، منتقدا استغلال الطفولة من خلال العروض التجارية وخاصة تلك التي تنتشر في مواسم العطلات. متحدثا من خلال تجربته المسرحية الطويلة والتي بدأت في مسرح الطفل منذ مطلع عام 1390 هجري عندما كتب وقدم أول عرض مسرحي للأطفال من اخراجه وكتابته بعنوان (حرام حرام) في مسرح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. كما أكد الدكتور السعودي على أن بداية مسرح الطفل في المملكة كانت متقاربة مع انطلاقة مسرح الطفل في العالم العربي. مشيرا إلى أن حال مسرح الطفل في الخليج ليس أفضل من المملكة، مضيفا: "لايكفي أن يشاهد أحدٌ عرضا واحدا حتى يحكم أن هذه الدولة الخليجية افضل من تلك. مؤكدا أن مسرح الطفل يحتاج صبرا ومعرفة ولهذا تخصص في مجال علم النفس التربوي من الولاياتالمتحدةالأمريكية.