هاهي إجازة أُخرى على الأبواب وما أكثر إجازاتنا ونُدرة أفراحها ، لهذا ليتنا نأخذها من قاصرها ونُقلّص عُطلاتنا التي يُغلفها التجهّم والعبوس أو لنُعيد البسمة التي اغتيلت بفعل فاعل حتى يكون للإجازة روح ومعنى. قد يسأل سائل كيف ؟؟ فأقول الجواب تدل عليه تلك القوافل البريّة والمجوقلة " إن جاز التعبير" تلك التي ستشد الرحال نحو المطارات والمنافذ بغية البحث عن ترفيه لا تُعكّره ( بارتشنز) تختزل الكون على اتساعه في قفص معزول عن الحياة السويّة، ولا فصل الأسرة بعضها عن بعض بحجّة الاختلاط المزعوم، ثم هُناك الخيارات العديدة التي تُلبي كل الأذواق ففي كل زاوية مسرح وفي كل طريق رئيس أو (مول) صالة سينما تعرض أحدث الأفلام وفي الليالي البهيجة يشدو المطربون والمطربات بأحلى الأغاني وحتى أثناء الاسترخاء في بهو الفندق أو النُزل تحلّق الأرواح مع سحر الموسيقى ، الشاهد أن (ريالك) هُناك يجلب الفرح عكس أموالك هنا مهما دفعت تظل البهجة بعيدة المنال . لماذا ؟؟ صعبة ومريرة هذه اللّماذا ولامناص من جوابٍ لا يتعدى مكونات ثقافة القبور ، تلك الثقافة المتوحشة التي غُرست في عُمق وجدانات المجتمع فأضحى الفرد دون تفكير منه يستفتي عن المباح والمتاح حتى وإن كانت روحه تتوق للفرح مثل غيره من البشر ، لقد تم حقن ثقافة وحشة القبور في عقله منذ الميلاد وعُزل عن كل معاني الفرح لهذا لا يُلام حين يسأل عن أبجديات الحياة وفي مقدمتها هل يجوز أن يفرح الإنسان أم يصمد في تجهّمه؟؟ قام مركز (أسبار) للدراسات والبحوث والإعلام بتنفيذِ بحثٍ عن " الفعاليات السياحية " مدى كفايتها وتلبيتها لمتطلبات الشباب وجاءت النتائج قريبة من الواقع إذ يعتقد أكثر من نصف الشباب (عينة البحث) أنها إما لا تُلبي مُتطلباتهم أو تلبيها بدرجة قليلة، وهذا أوضح دليل على تواضع إن لم يكن فشل البرامج المُسماة (سياحية) في بلادنا، ألم تسمعوا بالمخيمات الدعوية الوعظية وأجنحة الهيئة التي يعتبرها البعض فعاليات سياحية جاذبة ..؟؟ أعيدوا لنا وجهنا المؤنسن ، أعيدوا لنا البهجة المُغيبة بفعل الصحوة الجُهيمانية وستجدون بعدها أن ربعنا يسيحون في وطنّا وسمننا في دقيقنا.