اكتست أشجار اللوز الجبلي في مزارع ثقيف وبني مالك وميسان وبني سعد، والمنتشرة على المدرجات الخضراء فوق سفوح الجبال الجنوبية المحيطة بالطائف هذه الأيام باللون الأبيض، وظهرت بوادر إنتاج وفير لهذا العام من هذا المنتج الزراعي اللذيذ، حيث ظهرت أغصان اللوز محملة بغظاريف اللوز الخضراء الغضة والتي يسميها الفلاحون (القضيم). وظهرت مزارع ثقيف وبني مالك وميسان وبني سعد هذه الأيام أشبه بما تكون لوحة فنية جميلة يلفها البياض، حيث شوهدت مزارع اللوز تكتسي اللون الأبيض وهي التي تنتج ثمار اللوز، حيث تكون غضة في بداياتها ثم تبدأ في النضج تدريجياً حتى تكون صلبة وقت قطف الثمرة والتي تسمى ب (اللباب). وينتظر المزارعون مع بداية فصل الربيع موعد ظهور تلك الأزهار الوردية المائلة للون الأبيض، ثم تتحول إلى ثمار خضراء، وبعد أن تنضج تتحول للون الرمادي تدريجيا، مغلفة بشعر كثيف أملس، ثم سرعان ما تنفلق الثمرة ويسقط الغلاف ليبقى الجزء الداخلي للثمرة وهو عبارة عن مادة صلبة خشبية. وتتم عملية جني ثمار اللوز بعد نضوجها بضرب ثمار اللوز بعصا طويلة بشكل خفيف حتى تتساقط الثمار على الأرض، ومن ثم يقومون بجمعها، وهي مهمة تحتاج إلى بعض الجهد والمشقة، وبعد عملية الحصاد يتم كسر الثمرة عن طريق أشخاص متخصصين في هذا المهنة عرف عنهم دقتهم في إخراج النواة المعروفة بحلو مذاقها دون كسر أي جزء منها، وهي مهنة تتطلب وقتا وجهدا كبيرين، ولكن نظرا لارتفاع أسعار اللوز الذي يصل سعر الكيلو جرام منه إلى 150 ريالاً فترى الإقبال على هذه المهنة كبيرا. وثمر اللوز مفيد ذو قيمة غذائية عالية، وسعره باهظ، يقدمه الأهالي مع القهوة العربية أو يطحن مع العسل البلدي ويشكل وجبة غذائية متكاملة خاصة لكبار السن الذين يقدرون له قيمته ويعرفون مذاقه، أما فئة الأطفال فغالباً ما يقبلون على أكل (القضيم) وهو ثمر اللوز الغض، كما يقدم اللوز للضيوف في المناسبات كدليل على الكرم، كما أنه يعد إحدى الهدايا الثمينة، كما كان الأهالي سابقا يقومون بكسر بذرة اللوز واستخراج النواة أمام الضيوف تعبيرا عن كرم الضيافة والمكانة الخاصة التي يحظى بها الضيف.