لم تكن تعلم "ديما العيسى" وهي تتوسط جلساتها العائلية مع شقيقاتها وقريباتها حينما كن يتبادلن الحديث بأنهن يأكلن أكثر ما يقمن بإعداده من حلويات بأن تلك "الدعابة" ستكون الفانوس السحري الذي سيفتح أمامها النوافذ الموصدة في المشاريع المنزلية التي تنطلق لتحقق الكثير من النجاحات، ولتلمع فكرة إعداد أصناف من "الكب كيك" والحلويات الشهية المبتكرة بطرق مختلفة عما يباع في السوق، ثم تقرر "ديما" أن تنطلق من مشروعها ذلك والذي كان "والدها" هو الداعم والمشجع الكبير لها والذي طلب منها أن تنطلق في مشروعها دون تردد أو خوف. تخرجت "ديما" في جامعة الملك فيصل في نظم معلومات الكمبيوتر لكنها وجدت ذائقتها فيما يخص الحلويات بأنها قادرة على الانطلاق في ذلك المشروع حتى بدأت ب150 ريالا، حيث اشترت المكونات الخاصة بالحلويات بشكل مبدئي ثم انطلقت تبحث عن الجديد من خلال البحث في المواقع المتخصصة الأجنبية على شبكات الانترنت، بالإضافة إلى بعض الدورات التي تطورت من خلالها والتي كان من أهمها الدورة التي حصلت عليها على يد مختصين في جدة في طرق إعداد وتجهيز الحلويات على طريقة عمل المخابز العالمية المختصة، ربما ذلك ما دفع "ديما" إلى الوصول إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع عن طريق التسويق لما تقوم بإعداده من حلويات مبتكرة عن طريق المشاركة في بعض المعارض والتي وجدت من خلالها إقبالا نسائيا لافتا مكنها من الدخول لإعداد حلويات الأفراح والمناسبات الخاصة حتى أنه يصل إعدادها لحلويات الأفراح إلى ثلاثة أعراس في اليوم الواحد، ولا يقتصر ذلك التعاون مع شرائح النساء فقط بل وجدت ما تعده من أطباق مميزة تعاونها مع بعض الشركات الخاصة الكبرى والتي تطلب منها إعداد أصناف من الكيك والحلويات يوضع عليها شعار الشركة احتفاء بموظف أو بالتعاون مع بعض الشركات الأجنبية. وتمكنت "ديما" من إعدادها كميات تكفي ل3000 شخص والتي نالت إعجاب الجميع، وتحرص على تطوير أشكال الحلويات التي تقوم بإعدادها عن طريق مراسلة بعض المواقع الأجنبية التي تطلعها بشكل يومي عن أهم الأشكال المستحدثة في السوق لأشكال الحلويات حتى توافق ذائقة الجديد في عالم الحلويات. وتستغرق "ديما" في إعداد بعض الكميات للحلويات يوما كاملا حتى تستطيع أن تفي جميع الطلبات الملتزمة بها مع بعض المناسبات، مشيرة إلى بعض الصعوبات التي واجهتها في البدايات والتي تتمثل في نقد بعض أفراد الأسرة لعملها في صناعة الحلويات، إلا أنها تغلبت على ذلك بإصرارها على النجاح حتى بدأ مشروعها يلقى نجاحا كبيرا مما دفعها للتخطيط لفتح محل مختص بصناعة "الكب كيك" والحلويات وستخصص قسما به لإعداد حفلات الأعراس والقسم الثاني كمقهى نسائي حتى تستطيع أن ترضي رغبات الجميع. ولا يقتصر مشروع ديما على الجانب الربحي التجاري بل انها أحبت أن يكون لها دور في الأعمال الخيرية حيث تقوم بتقديم أصنافها المعدة بطريقة شهية لبعض الاحتفالات التي تخص اليتامى وكذلك بعض المهرجانات والاحتفالات التي تخص الفقراء والمحتاجين حتى تربط بين مهوبتها وعملها التجاري بجانب حب الخير والانطلاق فيه.