واصلت جلسات اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري فعالياتها وسط حضور وتفاعل مميز من المشاركين، واهتمام إعلامي يرصد المشاركات التي مثلت معظم شرائح المجتمع، ونظرته إلى القطاع الصحي. ودارت الجلسة الثالثة والجلسة الرابعة، التي ترأسها معالي الدكتور عبد الله العبيد عضو اللجنة الرئاسية للقاء الوطني، عن دور القطاع الخيري الصحي ومؤسسات المجتمع المدني في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، وعن التوعية والتثقيف الصحي، والتأمين الصحي. وطالب معالي الأستاذ/ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، في بداية افتتاح الجلسة، المشاركين بتقديم التوصيات التي يرونها، وذلك لعرضها على اللجنة العلمية ومناقشتها في الجلسة الختامية. واستهلت المداخلات سميحة آل صمع حيث تحدثت عن أهمية التثقيف الصحي، وأهمية متابعة التقارير، وإقامة مراكز ثقافية في كل مستشفى ومركز صحي، وبالنسبة للتأمين الصحي طالبت بوضع ضوابط صارمة حتى لا تتحول العملية إلى عملية نصب كبرى يقع المواطن ضحية لها. ومن حقنا الحصول على أفضل خدمة صحية. وتحدث الشيخ عائض آل مسبل رئيس محاكم نجران عن التأمين الصحي وضورة النظر إلى العمل الخيري في القطاع الصحي، وضورة النظر إلى الوقف الإسلامي الذي يدفع بعجلة التنمية في جميع المجالات الاجتماعية والصحية وغيرها، ويجب أن يعود دور الوقف في هذا العصر خاصة في جانب الرعاية الصحية، والوقف على الأدوية، والمراكز الصحية والمنشآت الصحية. وتناولت سامية بن عامر مدير عام جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان تجربة الجمعية في رعاية الأطفال وفتح فصول تعليمية عن أورام الأطفال، وتقدم هذه الخدمة للأطفال ، وناشدت وزارة الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية لإيجاد آلية تكفل لجميع المواطنين حقهم في الرعاية. ورأى حسين بن أحمد الشريف أن هناك مشكلة في المجتمع السعودي تتمثل في ضرورة الارتقاء بالخدمة الصحية وهو أمر يشارك فيه المجتمع وزارة الصحة، ودعا إلى إبراز العمل التطوعي الذي لا يزال يتلمس خطاه. وأكد على أن القطاع الصحي الخيري عشوائي، ويغلب عليه الجانب الدعوي ودعا إلى وجود مراكز متخصصة لعلاج الأمراض المستعصية، ونشر التوعية الصحية. وتساءلت مي الخنيزي المدير التنفيذي بمستشفى سعد التخصصي عن وجود العمل التطوعي الصحي، وعن ضعف دور الجمعيات الخيرية في العمل الصحي وهي تفتقد إلى الدعم ، ورأت ان التأمين الصحي لا يزال في مرحلة الطفولة وهو يحتاج إلى عناية خاصة. وتحدث د. سميح الألمعي عميد كلية الطب بالدمام عن التعامل مع الأمراض، ومعالجة الأعراض والوقاية منها، وطالب بإنشاء هيئة وطنية لتنفيذ البرامج الصحية وإلزام المؤسسات باستحداث وظائف من مستشارين وكوادر صحية، ودعم المدارس والمؤسسات المعززة للصحة، والتكامل مع القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وتبني واعتماد المناهج التي تدرس بأكاديميات الصحة، داعياً إلى تطوير دور القطاع الخيري في المجال الصحي. وطالبت د. نادية فنتيانة بتطوير التأمين الصحي الذي قد يخلق علاقات غير عادلة، وكثير من المرضى لا يستطيع الحصول على الأدوية، وهذا النظام أظهر كثيرا من المشاكل حيث أصبحت الخدمات الصحية تجارية بحتة. وتحدث سعود الشمري عضو مجلس الشورى عن وجود قطاعات تتكامل مع الاستراتيجية العامة للدولة للتنمية في جميع المجالات، وطالب بضرورة تطوير القطاعات المختلفة كي ترتقي الخدمة الصحية، وطالب أيضا بتجديد الأنظمة وإلى سرعة إصدار نظام صحي جديد. أما بدرية العثمان مديرة مركز الأميرة جواهر لمشاعر الخير فطالبت بإضافة خدمات الرعاية الصحية للمسنات، حتى يتسنى للجمعيات تقديم الجانب الصحي لرعاية المسنات. ودعا د. عبدالله الدريس عضو مجلس الشورى بنشر التوعية الصحية وتكثيفها في مختلف المجالات وممارسة الرياضة والتغذية السليمة ، وإعداد برامج صحية تستهدف تقديم المعلومة الصحية السليمة للمجتمع. وأن تزاد وتكثف موضوعات الثقافة الصحية في وزارة التربية والتعليم. وتحدثت بهية عبدالحميد من معهد الإدارة عن الجمعيات الخيرية وضرورة تطويرها بالنسبة لمجال الرعاية الصحية، ووضع قواعد معلومات يتم تبادلها بين المؤسسات الصحية، ومشاركة جميع أفراد المجتمع في الأيام العالمية الصحية، كما تحدثت عن حقوق المرضى ولائحتهم التي لا تصل للجمهور ، ودعت إلى تثقيف المرضى وتوعيتهم صحيا. ودعت مختلف المداخلات الأخرى إلى توعية المريض وتثقيفه صحيا، وضرورة معرفته بالدواء الذي يتعاطاه، وأضراره ومضاعفاته، ودور مؤسسات المجتمع المدني في المجال الصحي، وتقديم مشروعات صحية لكل مؤسسة، خاصة البنوك وهي مؤسسات ربحية عملاقة، وإلى نشر الثقافة الصحية في المجتمع عن طريق وزارة الصحة ووزارة الثقافة والإعلام. كما دعت المداخلات إلى تشجيع الأوقاف الخيرية في المجال الصحي ودعم الجمعيات الخيرية، والعناية بصحة المرأة والأطفال، وتوعية النساء بكيفية الرعاية الصحية لأطفالهن، ونشر التثقيف الدوائي للمواطن خاصة في العلاج بالمضادات الحيوية وأدوية الاكتئاب، والعناية بالوقاية ودعم مختلف المؤسسات الصحية والتعليمية من أجل التوعية الصحية وأن تتحول إلى مشروع وطني في القطاع الحكومي والخاص والخيري.