طالب الفضل من عند الشحاح مثل من أهدى زمان الصرام اللقاح أو مثل طابخ الفأس يبغى مرق أو حالب تيوس ٍ يبيهن مناح (....) ما بهن در ذكر يشاف غير (....) يهلل شرابه ملاح أربع ٍ يرفعن الفتى بالعيون الظفر والكرم والوفاء والصلاح وأربع ٍ ينزلن الفتى للهوان البخل والجبن والكذب والسفاح وأربعٍ يظهرن الفتى للزراج لين تعرف جنوبه بيان صحاح روشن ٍعالي فوق كل الملا مغلق ٍما هوته الوجيه السماح او مكاشخ هدوم ٍ بغير القدا او ذليل يزرج اطوال الرماح او رباعية ٍفخرها بالحمام هي نفاد الدوى ما تعرف الصياح وكل من تعب جده وأبوه لا لقاه اغتنى واستراح وكل من ذوق الضد صخن الدماء في حدود البواتر وروس الرماح خذ بها مدةٍ ما يزوره حريب وأمن السبل عنده بداره وساح ومن تدين ديون ٍ ويوفي ديون يحسب انه نفه من ديونه وراح ما درى انه يزيد الدين دين وزاد همه هموم ٍ ترى ما استراح ومن بغى حكم وسيفه بالغماد ذاك طير ينهض بليا جناح ما ينال إلا العذاب ويستفيد ما استفادة في نبوتها سجاح يوم جت لمسيلمه صارت عروس والمهر خلاه لها فرض الصباح قبح الله ذاتهم وصفاتهم ولو الاثنين دماهم تستباح الشاعر: هو حميدان الشويعر، عاش في مطلع القرن الثاني عشر الهجري نشأ مزارعاً في بلدة القصب وفي أواخر عمره انتقل إلى بلدة أثيثية وهناك اختلاف بين المؤرخين هل توفي شاعرنا فيها أم انه انتقل منها إلى بلدة أخرى؟ وقد جاء في كتاب الأصول المؤلف في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ما يدل على أن سلالة الشاعر متواجدون في مدينة حائل جاء فيه" أفاد عبيد بن رشيد، وطلال بن رمال، وعبد العزيز الشويعر، وصالح أخوه، في مجلس الشيوخ في حايل..." دراسة النص: وردت هذه القصيدة في مخطوط قديم لجامع مجهول يعود زمن نسخه للقرن الثالث عشر الهجري، والقصيدة تبلغ ثمانية عشر بيتاً، ومع تعدد ورودها في كثير من المجاميع الشعرية والمخطوطات إلا أن ما جاء في هذا المخطوط هو الأقرب لزمن كتابة النص والأسلم من تحريف الرواة الذي يتضح باختلاف تركيبة البيت من مصدر لآخر، وتعتبر القصيدة من أميز قصائد الحكمة التي لا ينطفئ توهجها بمضي الزمن. وقد بدأ الشاعر قصيدته بالحديث عن الشخص الذي يتأمل الخير أو العطاء من البخلاء مؤكداً انه لن يجني من ورائهم فائدة مشبها حالته تلك بحالة من أهدي له لقاح النخيل في زمن صرامها وبالتالي هي هدية بلا فائدة ولا نفع، أو هو أشبه ما يكون بمن يطبخ الفأس وهي حديد ويتأمل أن يحصل منها على حساء لذيذ، أو من يحلب ذكر الماعز متوقعاً أن يجد اللبن، وجميعها تدل على استحالة الفائدة، ثم يتحدث عن صفة الشجاعة والكرم والوفاء والصلاح وان هذه الصفات الأربع هي من ترفع مكانة الشخص وأن يكون محل تقدير عند الناس، وكأن الشاعر يشير إلى أن جميعها لا تتوفر في البخيل، وفي المقابل يذكر أربع صفات تضع من منزلة الشخص وأن يكون في محل هوان عند الناس، وهي البخل والجبن والكذب والسفاح، ثم يتحدث عن أربعة أشياء تجعل الشخص محكاً حقيقياً وتكشف حقيقته، وهي أن يكون صاحب ملك وغنى وله قصر عظيم ومع ذلك لا يرتاده خيار القوم، أو أن يكون ملبسه غالياً ونظيفاً وهو عالة على غيره، أو أن يكون ذليلاً فيحمل الرماح ولا يحسن القتال بها، أو يكون راكباً فرساً مدربة (قحوم) لا يثنيها عنها صياح راكبها عن خوض غمار المعركة، وكل هذه محك حقيقي لإظهار معادن الرجال ثم يتحدث عن عينات من المجتمع فيرى أن كل شخص وجد إرثاً من آبائه فهو يكتفي به ويبحث عن راحته، وكل شخص أسال دماء أعدائه سيكون مرهوب الجانب وسيمكث آمناً في بلده، وكل شخص استدان مالا ليسدد ديناً سابقاً وهو يعتقد انه تخلص من دينه فإنما هو يضاعف ديونه وهمومه معاً، وكل شخص أراد حكماً ولم يسل سيفه من غمده فهو أشبه ما يكون بطائر يريد أن يطير ولا يجد جناحاً يحلق به، وفي تشبيه ساخر يقول شاعرنا أن هذا الشخص لن ينال إلا الشقاء وفائدته من رغبته في الحكم وهذه حاله كفائدة (سجاح) عندما ادعت النبوة وقدمت على (مسيلمة الكذاب) فتزوجها وجعل مهرها هو إلغاء صلاة الفجر.