أرى الخل عند الملزمات قليل ولا كل من يبدا الرضا بخليل ولا كل من رام المعالي ينولها ولا كل من ركب النضا بدليل ولا كل رجل يعجب العين شوفه ولو كان هو ضخم الرجال جميل كم من جميل صار مبدا عداوه وكم من عدو ٍ يحتضيك عميل فلياك تامن من صديق ٍدغايل ولو دايم ٍ تسدي عليه وتنيل كم واحد ٍيضحك ويبدي لك الرضا وله باطن ٍ وخم ٍ جباه وبيل يوريك لين الحكي من عظم نصحه وقلبه مقلوب ٍ غشيش عليل قصير ٍ عن اسباب المراجل ذراعه وباعه لنقلات العلوم طويل جبان ولكن له لسان مهذب فذا منه مطعون ٍ وذاك قتيل كريم ببذل الشر عجل ٍ الى الخنا عفيف وعن سديا الجميل بخيل سخي ٍ جواد ٍ جاد بالكذب والردى وعن الخير مفجوع الشباب كليل ان جاب من هذا جواب وخلته لقيت له هرج بغير ضويل كما بارق ٍ يعجبك من حين ما نشأ وهو قد اراق الما وصار جفيل اختر لسدك في زمانك صميدع كما اختار من رام المحال صميل عفيف ٍ نضيف الجيب عن كل مدنس رحب النبأ سهل الجناب اصيل شيماوي نفس ٍليس يرضى مذله عزيز ٍ وللدان القريب ذليل أخا همة ٍ عنه المعادين تتقا صخيف ٍ لمن يهوى اليه يميل ولا العيش إلا العز ولو بت طوي ولو بالقسا دهرك عليك يميل ولا خير في نفس ٍ تدور معيشة في موضع ٍ يدعي العزيز ذليل ولا تأخذ الدنيا على الدين مطمع أجل عنك ذا كسب ٍ جداه وبيل ترضا تبيع المسك تعتاض دونه رياح المواشي بئس ذاك بديل ولا تستقيم بدار ذل ٍ على الجفا ولو تبر واديها عليك يسيل ولا تشتغل بعيوب غيرك على الملا غيرك جريح ٍ وانت تراك قتيل صن النفس عن طرق المهاوي وعايها ولا نتب على عيب الملا بوكيل ومن جرب الأشياء تراني مجرب ولا شفت لي فيما ذكرت مثيل كفا شرها لى اقفت ولا لي مساعد عساني اجد في ذا الزمان قبيل الشاعر: جاء في مخطوط محمد العمري"مما قال مهنا بن رباح" وجاء عند ابن يحيى "مما قال ابن ذباح"وسماه البعض (مهنا بن ذباح) وهناك من يظن أنه أخ للشاعر بداح بن بشر العنقري وهو من ذكر تاريخ (ابن بشر) والبسام وغيرهم أن مقتله في عام 1124ه. وسموه"مهنا بن بشر العنقري"وبتتبع سلسلة آباء (بداح بن بشر) وفق ما ذكرها (البسام) نجده يسميه هكذا"بداح بن بشر بن ناصر بن ابراهيم بن خنيفر العنقري" ولم أجد من اسمه (ذباح)، بل وجدت انه يذكر (مانع بن ذباح العنقري) يستولي على بلدة مرات في عام1121ه، وعند الجمع بين ما سبق لا يمكن أن يكون شاعرنا مهنا بن ذباح هو المقتول في عام 1124ه إلا أن يكون والده (بشر) ليس والد (بداح)، وإنما هو بشر بن ذباح أخو مانع؟ كما أن القصيدة تضمنت لغزاً عن اسم من وجه له الشاعر قصيدته حيث جاء فيها: حذى من بسبعين ٍوجوز ٍ تمامه وجوزين واسم ٍ للإله جليل ابو عنه بالفرقان لا يسجدون له بها سم اسم ٍ لديه أحيل فنجد أن العدد سبعين يدل على حرف العين و(جوز ٍتمامه) يقصد به العدد (إثنين)، وبالتالي يدل على حرف (الباء) و(جوزين) يقصد به العدد (أربعة) ويدل على حرف الدال ثم اسماً(للإله جليل) ويوضحه بأنه الذي (ابو) امتنعوا عن السجود له في سورة الفرقان وهو (الرحمن) قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا، وبالتالي فإن اسم الشخص المعني بالقصيدة هو (عبدالرحمن) وهنا نتساءل لماذا يخفي اسمه؟ هل هناك ظروف معينة تجبره على ذلك؟ ولعل في اكتشاف اسم هذا الشخص دلالة مرجحة لإيضاح اسم شاعرنا وعصره. ابن يحيى دراسة النص: الأبيات المختارة من النص وفق ما جاء في مخطوط محمد العمري وقد بلغ عدد أبياته سبعة وثلاثين بيتا، تزيد أو تنقص عدة أبيات في المراجع الأخرى،كما أن النص يتشابه مع قصيدة جري الجنوبي شاعر القرن الحادي عشر الهجري ويتقاطع معه في أحد الأبيات وفق ما جاء في مخطوط الكرملي بشرح الدخيل الذي يقول فيه: لا تعتبر بعيوب غيرك ربما غيرك جريح ٍ وأنت قتيل ويبدو من النص ان الشاعر قد مر بتجربة سيئة مع الأصدقاء، وبالتالي هو يخص بنصحه شخصا عزيزا لديه اسمه(عبدالرحمن) وله مكانته في مجتمعه محذراً إياه من الركون إلى من يدعون المحبة والصداقة وهم كثر وانه لا يجدي معهم بذل العطاء والإكرام ولو رأى منهم ما يعجبه ظاهراً ،فهم يخفون الحقد في نفوسهم ويتحينون الفرص عليه ومن صفات واحدهم السعي بالنميمة والجبن وحب الشر والبعد عن الخير والبخل والكذب ويشبهه ببرق السحاب الذي ليس فيه مطر،وان عليه أي(عبدالرحمن) أن يختار لصداقته وحفظ إسراره رجلاً فيه شجاعة وصلابة لا يؤثر فيه أحد،وان أهمية هذا الاختيار تشبه أهمية اختيار المسافر للأداة التي يحمل فيها ماء شربه(1) ويعدد بعضاً من الصفات التي تكون في هذا الصديق من العفة والبعد عن الشبهات ولين الجانب وأصالة المحتد وعلو النفس والهمة،ثم يسدي الشاعر ل (عبدالرحمن) عدداً من النصائح الناتجة عن تجربة. الهوامش: 1- الصميل في العرف البدوي يطلق على الأداة المصنوعة من جلد الأغنام ويحمل فيها اللبن فيما القربة تطلق على الأداة التي يحمل فيها الماء ولكن لضرورة القافية أثبت الشاعر الصميل.