تستعد شركات الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط لبدء موجة جديدة من النمو في صفقات الاستحواذ والتملك خاصة في السوق السعودي الذي يرى خبراء الاستثمار في الملكية الخاصة أنه السوق الواعد الذي سيصبح الأضخم لقطاع الملكية الخاصة واستثمارات رأس المال المغامر في السنوات المقبلة، حيث ستدفع الاستثمارات الضخمة في قطاع البنية التحتية، والتي ستنفق عليها مليارات الدولارات، هذا النمو الكبير المتوقع، مع وجود درجة من التعافي في شهية المستثمرين. وتخطط شركات الملكية الخاصة إلى الاستفادة من الازدهار الاقتصادي الذي تشهده السعودية ومعدلات النمو القياسية فيها، خصوصاً وأن حجم المشروعات المرتقب تنفيذها في المنطقة بشكل عام خلال السنوات القليلة المقبلة يقدر بأكثر من 800 مليار دولار. وأكد أمس خبراء في مجال الاستثمار في الملكية الخاصة أن قطاع الملكية الخاصة في الأسواق الناشئة يشهد تطورات متسارعة، موضحين أن الشركات سوف تسعى إلى إعادة تمويل القروض التي حصلت عليها من أجل تمويل صفقاتها خلال سنوات الطفرة الاقتصادية. وأوضحوا أن من الفرص الاستثمارية الجاذبة والمتاحة أمام شركات الملكية الخاصة، الاستحواذ على حصص إستراتيجية في شركات عامة لا تحتاج إلى قروض كبيرة وتمويل ضخم، إضافة الى الاستثمار في أسهم الشركات المتعثرة. وتشير التوقعات إلى أن نحو 20 تريليون دولار سيتم انفاقها في بناء وتطوير مشاريع البنية التحتية في الأسواق الناشئة خلال السنوات العشرة المقبلة، ومن جهتها ستحصل بيوت الاستثمار في الملكية الخاصة على حصة ملحوظة في كعكة الاستثمارات الضخمة تلك. وقال عمرو البربري العضو المنتدب لإحدى أكبر شركات الاستثمار في الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وبحجم استثمارات يبلغ 8.3 مليارات دولار، إن جاذبية السعودية إلى استثمارات الملكية الخاصة ومستثمريها شهدت نموا حادا في السنوات القليلة الماضية، وكان للفرص الضخمة التي وفرتها الحكومة السعودية للقطاع الخاص، ضمن جهودها في التحرر والتنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط والغاز، الدور الأبرز في تشكيل هذه الفرص الضخمة. وتابع "سينمو قطاع الرعاية الصحية وسيشكل نقطة جذب كبيرة بالنسبة لشركات الملكية الخاصة، فمن المتوقع أن ينمو قطاع الرعاية الصحية في دول الخليج بنحو 9 في المائة سنويا ليصل إلى نحو 200 مليار ريال بحلول العام 2020، وهذا النمو الكبير سينجم عنه إضافة 25 الف سرير اضافي في المستشفيات والعيادات، بالاضافة إلى نمو كبير في المعدات والتجهيزات الطبية الأخرى، ومن المتوقع أن تتصدر السعودية الحصة الأكبر من النمو في القطاع الصحي متبوعة بدولة الإمارات". واضاف البربري "كما لا يفوتنا النظر إلى الميزانية العامة السعودية التي أعلن عنها مؤخرا وهي أكبر ميزانية في تاريخ المملكة حيث يبلغ الانفاق المقدر نحو 450 مليار ريال، وسيكون للانفاق على مشاريع البنية التحتية والعقارات تأثير بالغ على صناعات أخرى مثل السلع كالحديد والخدمات بما فيها النقل والمواصلات، لذا فإن الفرص المتوفرة في مثل هذه البيئة، بالاضافة إلى قيام شركات ومؤسسات ببيع وحدات ذات أداء ضعيف أو وحدات هامشية ستخلق فرصا كبيرة لشركات الملكية الخاصة". وأظهرت دراسة حديثة لاتحاد الاستثمار في الملكية الخاصة في الأسواق الناشئة إن حجم ما تم جمعه من أموال على مستوى قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصل إلى 1.1 مليار دولار في العام الماضي، مقارنة بحوالي 6.9 مليارات دولار في العام الماضي. وذكرت الدراسة أن مستوى التراجع في حجم الاستثمارات في الملكية الخاصة في المنطقة لم يكن بنفس الحدة، حيث وصلت القيمة الإجمالية للصفقات في العام الماضي إلى 2.2 مليار دولار على 34 صفقة مقارنة بحوالي 3.4 مليارات دولار على 67 صفقة في 2008م. وقدر خبراء مصرفيون خليجيون حجم الإستثمارات في قطاع الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط بنحو 60 مليار دولار من ضمنها حوالي 30 مليارا في دول مجلس التعاون الخليجي فقط، مشيرين إلى أن هناك نحو 62 شركة تعمل في مجال الملكية الخاصة، كما يوجد في منطقة الشرق الأوسط أكثر من 140 محفظة إستثمارية للملكية الخاصة، من بينها 50 محفظة تعمل في منطقة الخليج العربي. ومن المقرر أن تشهد الرياض منتصف الشهر المقبل عقد قمة آفاق الاقتصاد السعودي، التي تلتئم للمرة الأولى هذا العام بالتعاون الاستراتيجي مع الهيئة العامة للاستثمار، والتي ستبحث في فرص الاستثمار المتاحة في المملكة في قطاعات استثمارية مختلفة وفي قطاع الملكية الخاصة. وستنطلق القمة التي تدوم ثلاثة أيام بكلمة من براد بورلاند كبير الاقتصاديين والعضو المنتدب في جدوى للاستثمار السعودية، والدكتور خان زهيد كبير الاقتصاديين في الرياض كابيتال، والدكتور خالد الطويل مستشار الاستثمار في الملكية الخاصة ومستشار سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، إلى جانب عدد من مسؤولي الاستثمار في كبرى الشركات السعودية، كما سيشهد اليومان الثاني والثالث كلمة للدكتور أحمد هيكل المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة، بالاضافة الى اجتماعات ومداولات لعرض خبرات وتجارب المستثمرين خلال منتدى الملكية الخاصة ورأس المال المغامر. ويعتبر منتدى آفاق الاقتصاد السعودي ملتقى لكبار قيادات القطاعات الاقتصادية التي تركز على الاستراتيجيات والفرص المتاحة للاستثمار في المملكة، ويناقش أهم التحديات والفرص التي يشهدها السوق السعودي حالياً، أبرزها التوجهات والفرص الاستثمارية الحالية، آخر التطورات القانونية والتنظيمية التي تؤثر على الاستثمارات واستراتيجيات التخارج من السوق، فهم توقعات الشركات الاستثمارية السعودية العائلية وتوقعات المستثمرين، أثر الاقتصادات العالمية في التوجهات الاستثمارية في السعودية، تحليل معمق للاستثمارات الأجنبية المباشرة واستثمارات الملكية الخاصة ورأس المال المغامر.