امتن الله على بلادنا المباركة بنعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، فأظهر أمننا، ونصر جندنا، وكبت أعداءنا. وإن مما يُذكر فيُشكر، ما بذله ويبذله أبطالنا على حدود بلادنا، حيث رفعوا الراية، وحققوا الغاية. فهنيئاً لأبطال القوات السعودية المسلحة بالنصر والتمكين على الأعداء المارقين، الذين استهوتهم الشياطين، فباءوا بالخسران المبين. وشتان شتان بين جند الرحمن، وحزب الشيطان، حيث قال الله في محكم البيان: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» وقال سبحانه: «ولينصرن الله من ينصره». فأبطال قواتنا المسلحة أُرضعوا التوحيد مع الرضاعة، فهم يتشوقون للنصر أو الشهادة، ويشتاقون للحسنى وزيادة. إذاً فلتفخر بلاد الحرمين الشريفين بأبطال قواتنا المسلحة، المجاهدين والمرابطين، الذين يذودون بأرواحهم عن هذا البلد الأمين، حيث الأجر العظيم، والخير العميم. قال رسول الله عليه أفضل صلاة وأتم تسليم: «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله». وإني ختاماً لأوصي أبطال قواتنا المسلحة بما يلي: أولاً: بتقوى الله في السر والعلانية، فهي وصية الله للأولين والآخرين، ونعمت الوصية. ثانياً: اخلاص النية لله في جهادهم ورباطهم وذودهم عن بلاد الحرمين وأهلها ومقدساتها، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنياب وإنما لكل أمرئ ما نوى». ثالثاً: احتساب الأجر عند الله والصبر والمصابرة والتعاون على البر والتقوى، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون». رابعاً: الأمانة والنزاهة وأداء العمل بتفان وأخلاص حيث إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. خامساً: الحرص على عدم إفشاء أسرار العمل، وأخذ الحيطة والحذر والاستعداد لأي مفاجأة قال تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة». وفي الختام تذكروا أنكم تؤدون عبادة هي ذروة سنام الإسلام فالحي ترجى له السعادة، والميت ترجى له الشهادة، وأعلموا أن القلوب تحبكم والألسن تلهج بالدعاء لكم وفقكم الله لكل خير وسددكم.