أصبح المهرجان الوطني للتراث «الجنادرية 25» مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشراً على اهتمام القيادة الرشيدة - يحفظها الله - بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، وهو ما تحرص معه كافة الهيئات والمؤسسات السعودية ومن بينها الصندوق الخيري الاجتماعي للتواجد فيه والمشاركة في فعالياته. إننا اليوم نحتفي باليوبيل الفضي لمهرجان الجنادرية الذي جاوز المحلية وأصبح منارة من منارات الإشعاع الحضاري في العالم تربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير، وهو مفهوم كرسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بإقرار جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للتراث، وجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للثقافة. وتتزامن مشاركة الصندوق الخيري الاجتماعي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ال (25) في الجنادرية، مع صدور قرار مجلس الوزراء بإقرار التنظيم للصندوق الخيري الاجتماعي، والذي يعد مرحلة مهمة في تاريخ الصندوق، ويعكس اهتمام القيادة الرشيدة به وبما يقدمه للفئات المستحقة من خدمات متنوعة. وينبع حرص الصندوق الخيري الاجتماعي على المشاركة في مهرجان الجنادرية كونه أهم فعالية ثقافية وتراثية على أرض المملكة ويحظى بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات العمل الخيري والجهات غير الربحية، وهو الأمر الذي يمثل فرصة لتواجد الصندوق في إطار دوره المجتمعي وسعيه الحثيث للتواصل مع مختلف الجهات لإيجاد شراكة حقيقية مع مؤسسات المجتمع كافة، بجانب التواصل مع أفراد المجتمع لإيصال رسالة الصندوق الخيري الاجتماعي للجميع ما يعزز في النهاية دوره ويسهل مهمته، خاصة وأن عدد زوار الجنادرية يربو على المليون وربع المليون زائر. لقد تضمن التوجيه الملكي الكريم بإنشاء الصندوق الخيري الاجتماعي الصادر بتاريخ 25/10/1423ه، العمل على الحد من مشكلة العوز بأساليب غير تقليدية تستبعد الصرف المادي والعيني، وترتكز على النظرة الشاملة للمشكلة وأسبابها وتهيئة المناخ للحد منها بإيجاد فرص العمل وانخراط المواطنين فيما يقدرون عليه من أعمال منتجة على مستوى الأفراد والأسر. ومن هنا انطلقت رؤية الصندوق في العمل الخيري من أسلوب جديد يقوم على تأهيل المحتاجين وتنمية قدراتهم وتطويرها للاعتماد على أنفسهم، ليصبحوا منتجين يسهمون في تطوير مستواهم وتنمية مجتمعهم، بدلاً من أن يكونوا مجرد مستهلكين للأموال والمساعدات الاجتماعية. ويسعى الصندوق لتنفيذ أهدافه من خلال منظومة محددة من البرامج النوعية وهي: برنامج التوعية والتوجيه، وبرنامج المشاريع الإنتاجية، وبرنامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وبرنامج المنح التعليمية والتدريبية، بجانب تقديم التوعية والتوجيه للمستفيدين ومتابعتهم من خلال المحاضرات والندوات المتنوعة في مجال الميزانية الأسرية وتقديم المهارات والاهتمامات وتصميم وبناء السيرة الذاتية. إن إنطلاقة الصندوق الخيري الاجتماعي ببرامجه المتنوعة وأساليبه غير المسبوقة يعد نقلة نوعية في قطاع المؤسسات غير الربحية لتحقيق رؤية القيادة الكريمة بما يحقق العيش الكريم للفئة المستهلكة. وأؤكد مجدداً على أن هوية الصندوق الخيري الاجتماعي تقوم على تأهيل المستفيدين والمحتاجين، وأن رسالته هي المشاركة في مساعدة المحتاج لكي يساعد نفسه من خلال برامج وخدمات تنموية تشارك في دعمها وتنميتها جهود الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية. وفي الختام أتمنى للمهرجان الوطني للتراث والثقافة مزيداً من النجاح ولقيادتنا الرشيدة التوفيق والسداد.. حفظ الله القيادة الرشيدة وأدام على وطننا الأمن والأمان. * مدير عام الصندوق الخيري الاجتماعي