أشبعوه اتهامات باطلة، نالوا من مكانته بكل تعصب، قللوا من قيمته كلاعب وإنسان، وصفوه بالمهاجم العادي، لم يركزوا على تراجع مستواه لظروف يمر بها أي لاعب، وبالتالي كان يجب عليهم أن يتنازلوا عن حقدهم ويقدموا الحلول لمساعدته حتى يسترجع نجوميته من أجل منتخب الوطن الذي يعد أحد اعمدته الرئيسية، سلوا سيوف الهجوم الشخصي ضده، لم يستهدفوه فقط انما ارادوا النيل من مكانة فريقه، من خلال تكريس اسطوانة انه انتهى، حتى الحكام انفسهم لم ينصفوه من جزاري الملاعب الذين كانوا ومازالوا يستخدمون العنف ضده ومع هذا صبر وكافح وتحمل وأبدع وظفر، لم يسجل و(هذه الميزة وضعها البعض في مقياسهم لعطاءات النجوم للحكم عليهم) ولكنه كان بمجرد مشاركاته يشكل شبحا مخيفا لدفاع وحارس الخصم،، يناور ويشاغب ويسحب الدفاع معه بأكمله ليتيح الفرصة لبقية زملائه من خلال المساحات الفارغة لهزوا الشباك. قالوا إن نجوميته افلت وأسهم شهرته تدنت، أكدوا ان الاهتمام به جماهيريا واعلاميا انخفض وإنه مصنوع من ورق على طريقة ما كانوا يفعلونه مع (اسطورة آسيا الاول) قبل الاعتزال، وربما حتى الآن في الوقت الذي كانوا ومازالوا يتسابقون على نشر صورته والحصول منه على تصريح للترويج لأنفسهم والرفع من قيمة بضاعتهم الرخيصة ، اما هو فكان رده الصمت والابتسامة والتعجب تارة وصنع الاهداف وتقديمها لزملائه على طبق من ذهب في فريقه والمنتخب تارة أخرى، لم يحضر في بداية الموسم، ولكنه حضر في اهم الاوقات والمناسبات وجلب الفرح لأنصار فريقه. نعم هكذا رأينا النجم السعودي الكبير ياسر القحطاني في مسابقة كأس ولي العهد يصنع النجاح له ولغيره، وينسب التألق ليس لمهاراته وما وهبه الله من قدرة على جندلة الخصوم وغربلة الدفاع انما الى زملائه وجميع الاطراف المحيطة بالفريق نتيجة عقليته الفذة وعلاقته الكبيرة بزملائه في الهلال و(الاخضر)، وتلك مواهب متعددة لايتميز بها إلا النجوم الكبار الذين يصنعون الفارق لأنفسهم وانديتهم والقحطاني اولهم، لذلك لاغرابة ان يحظى ياسر بحب الجماهير في مختلف ميولاتها لأنها تدرك مسبقا انه قبل ان يكون لاعبا في فريقه فهو ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها، ودعمها معنويا حتى يستمر في الملاعب ليخدم المنتخب السعودي قبل ناديه. اعترف انني من الذين انتقدوه في فترة مضت وهو يدرك لماذا ولمصلحة من؟، ومع هذا لازلت كما هي قناعة الكثير انه المهاجم الاول في الملاعب السعودية وآسيا، ومن يسعون الى تحطيمه وتثبيط معنوياته وكسر مجاديفه القوية بسبب انهم يرون في ياسر شبحا مخيفا لهم ولفريقهم حتى لو لعب بقدم واحدة فهم بذلك يمارسون اسلوب الاضرار بالكرة السعودية. فهل بعد ما فعله ياسر مع فريقه من تألق شهد به المحايدين وقيادته الى انجازاته الاخيرة يقدر (البعض) قيمة النجوم ومدى تأثيرهم نحو الابداع والامتاع ورسم السعادة على محيا الجماهير بالاداء والاهداف؟